فلسفة هالك

33 1 0
                                    

   8:00 مساءا

 

  تفترش تلك الشقراء أرض الهضبة الوحيدة في
 الحديقة الشبه مهجورة بينما  تراقب الغروب بشرود  غارقة في أفكارها....

تنعكس ألوان السماء على  هيئتها عدى ثوبها الأسود الذي يبتلع كل لون يسلط عليه

 
  لقد أتمت عامها التاسع عشر بالفعل ... تود فقط لو   تجد..

قاطع أفكارها شعورها بتقدم شخص ما بشكل قريب  للغاية ..مما يعني أنها غفلت عن خطواته الأولى له تجاهها، لكن العطر الذي ٱستنشقته بمجرد شعورها بحرارة جسد بجانبها جعلها تحافظ على ٱسترخاء  جسدها دون الحاجة للإتفات... فهوية القادم كشفت

إستمر السكون للحظات إلى أن قطعه صوت ذكوري  خافت بينما يسند ذراعه على ركبته والثانية على كتفيها ..

" هل نتحكم بالوقت؟ أم أنه من يتحكم بنا "

لم تستغرب أسئلته الغريبة مثله بل أجابته بنبرة مماثلة لهدوء المكان وقربهما

       
       "وضح أكثر "


نظر لها متمعنا دون أن يغفل عن رجفة جسدها أول ما  لمسها، ليزيل سترته الجلدية يضعها على كتفيها موضحا ولم تمنحه نظرة واحدة حتى الآن


" هل نتحكم بالوقت من خلال تنظيمنا له وجدولته وفقا لما نود فعله ، أم أن الوقت هو ما يتحكم بنا فيجعلنا نحصر أنفسنا ورغباتنا وفقا له ؟"

إنتشر صمت مريح بين كلاهما ...هي تفكر بجواب  لسؤاله ، وهو يتأمل خصلات شعرها عاقد الحاجبين  وكأنه أمام معادلة ما ، جذبته حركتها حين واجهته  لتقابل عيناه البنية الغامقة عيناها الزرقاء الزجاجية ..

  وبينما ينظر لها ينتظر جوابا منها أتاه مبتغاه حينما  دفعت كتفه بعيدا قائلة ريثما تقف تعدل ملابسها


"إعفني من فلسفتك آيريس..وتوقف عن إختراق       مساحتي الشخصية"

إبتسمت على رفعه لشفته العليا بتشنج وكأنه ربما...   يود صفعها ؟


قهقهت بخفة ريثما تحكم إغلاق سترته عليها وقبل أن تغادر ، منحته نظرة أخيرة لتلاحظ إبتسامته الجانبية الخبيثة تلك ثم نبرته المماثلة وهو يستند بذراعية على العشب للخلف

السرابWhere stories live. Discover now