8

34 5 0
                                    

بعد أن غادر سلفيان المكتب، شعرت إيفان بالضياع وسط الفوضى والدموع، لكنها لم تستسلم. مسحت دموعها، وقفت ببطء، وبدأت تتفحص الملفات والوثائق التي أكدت تورط والدها في أفعال مشينة. كان يجب عليها فعل شيء حيال هذه المعلومات.

"يجب أن أتأكد من صحة هذه المعلومات. لا يمكنني قبولها هكذا. كريستيان... هو الوحيد الذي يمكن أن يعرف الحقيقة." همست لنفسها، عازمة على التحقق من الأمور.

مرت بضعة أيام، قررت إيفان الاقتراب من كريستيان، واعتقدت أنه سيكون في قصر والدها كما كان متوقعًا. استقلت سيارة أجرة وتوجهت إلى هناك.

عند وصولها، رأت كارلوس يستعد لمغادرة القصر. لكنه توقف، وبقي واقفًا عند الباب، عابسًا، حتى اقتربت منه إيفان. دون تحذير، صفعها بقوة جعلتها تسقط على الأرض، متمسكةً بخدها المتألم.

"غبية! لقد أفسدت كل شيء! كنت أعلم أنه لا يمكنني الاعتماد عليك. والمثير للسخرية أنك لم تردي على هاتفك أيضًا." صرخ كارلوس، صوته مليء بالغضب.

بقيت إيفان صامتة، تدرك أن أي تفسير لن يغير من غضب كارلوس. بينما كانت تحاول استجماع شتاتها، خرج كريستيان من الباب ورآها على الأرض. اقترب منها وساعدها على النهوض، مستغلًا الفرصة لمحاولة تهدئة كارلوس.

"كارلوس، اهدأ. دعنا نتحدث في الشركة. إسبقني إلى هناك من فضلك." قال كريستيان بهدوء وثقة.

"حسنًا، لكن تأكد من أنها لن تفسد أي شيء آخر." رد كارلوس بنبرة غاضبة.

دخل كريستيان وإيفان إلى القصر بعد مغادرة كارلوس. وفي الداخل، بدأ كريستيان يسخر منها بتهكم.

"لقد كانت صفعة قوية، لابد أنها مؤلمة." قال كريستيان، مبتسمًا بسخرية.

ردت إيفان بسخرية: "لقد رأيت أكثر من هذا. هذه الصفعة كأنها قرصة بعوضة."

ضحك كريستيان، "يبدو أنك أصبحت معتادة على هذا النوع من المعاملة."

أدركت إيفان أن عليها أن تكون ذكية لجعل كريستيان يتحدث. قررت دعوته لعشاء غير رسمي على أمل أن تستخلص منه بعض الأسرار.

بابتسامة متكلفة، قالت: "كريستيان، ما رأيك أن نتناول العشاء سويًا الليلة؟ لم نلتقِ منذ فترة، وأعتقد أن هناك الكثير لنناقشه."

تردد كريستيان للحظة، عينيه تفحصان نواياها بشك، قبل أن يرد: "العشاء؟ حسنًا، لكنني لا أعدك بأي شيء."

في العشاء، حاولت إيفان جعله يشعر بالراحة، مستعينة بابتسامتها الدافئة وكلماتها المطمئنة.

"أعلم أنني أحيانًا أكون مزعجة،" قالت بصوت هادئ، "لكنني فقط أريد أن أفهم. أريد أن أجد مكاني بين كل هذا الجنون."

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 21 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

TRUST ME حيث تعيش القصص. اكتشف الآن