الفصل الأول 🇵🇸❤️

30 6 2
                                    

فدائي فدائي فدائي يا أرضي يا أرض الجدود .
فدائي فدائي فدائي يا شعبي يا شعب الخلود .
بعزمي وناري وبركان ثأري وأشواق دمي لأرضي وداري .
صعدت الجبالَ وخضت النضالَ قهرت المحالا حطمت القيود .
__________________________________________
أفقنا على أصوات مدوية، حيث ارتجت الأرض تحت أقدام المقاتلين وارتفعت السماء بأصوات الصواريخ والقنابل ... في تلك اللحظات العصيبة تجمدت الأزمنة وتوقفت القلوب في صدورها، كانت الشوارع التي لا طالما ملئت بالأمل والحياة تغمرها سحب من الدخان والغبار بينما تتساقط المباني كأوراق شجرة في خريفٍ قاسٍ .
كانت الأمهات تحتضن أطفالها في محاولة لبث الأمان في أعينهم وسط هذا المشهد المروع .
انا لا أتحدث عن رواية قرأتها أو عن أسطورة كانوا يخيفون الصغار بها قديما، انا أتحدث عن طفولة عشتها .. ظاهرها الخوف، وباطنها الصمود .

___________________________________________

كنا ثلاثة جيران ...
في الطابق العلوي - الثالث - كنت أسكن انا وأخي الرضيع مع ابواي، كنت أبلغ من العمر حينها اثني عشرة عام .

أما عن الطابق الأوسط كانت تسكن روح، تلك الجميلة التي لطالما سكنت قلبي كما سكنت منزلنا ... كانت تبلغ حينها ثمانية أعوام .
كان موعد لقائنا الأسبوعي هو يوم السبت، حين نخرج مع جارتنا التي كانت تسكن في الطابق الأول - الخالة ناصرة - سيدة في الأربعينات من عمرها، مات زوجها شهيد، لم تفكر بالزواج مرة أخرى ولم تنجب أطفال، ولكنها كانت تتخذنا أطفالا لها .
كنا جميعا سعداء، كانت تخشع الجبال أمام الرضا في أعيننا ...
أتذكر ضحكاتنا وهمساتنا
أتذكر أحاديثنا ونقاشاتنا
أتذكر ذاك الشعور بالدفء
أتذكر مذاق طعام امي
أتذكر تلك السترة التي حاكتها أمي لي
أتذكر جيدًا رائحة المنزل، حينما كان هناك منزل .

___________________________________________

السبت ٧/١٠/٢٠٢٣
في تمام السادسة صباحًا، استيقظت متحمسًا للتنزه مع روح والخالة ناصرة، كان موعدنا السابعة والنصف في منزل الخالة...ولكني اعتدت الاستيقاظ مبكرًا لقراءة القرآن كما أفعل دومًا .
التقينا .. وشرعنا في تناول الفطور المعد لنا بكل حب، ومن ثم اتجهنا الى السوق متجولين بها .. كانت حينها الساعة التاسعة والنصف حين سمعنا صوت انفجارٍ ... كان بعيد، لكنه كان كافياً لزرع الخوف في قلوبنا .
قررت خالة ناصرة بسرعة أن نعود إلى المنزل، فربما يحتاجنا أهلنا هناك. هرعنا عبر الشوارع، نركض وسط الفوضى والصراخ. كان كل شيء حولنا يتحول إلى كابوس ...

عندما وصلنا إلى حيِّنا، شعرت بشيء غريب في الهواء، كان هناك صمت ثقيل ومخيف، مع رائحة الدخان والغبار تملأ المكان. ركضت نحو منزلنا، وروح تتشبث بيدي ...
عندما اقتربنا، لم يكن هناك منزل. كان هناك فقط ركام وأشلاء متناثرة. وبعد بحث، رأيت أمي وأبي وأخي الرضيع تحت الأنقاض، وجوههم مغطاة بالغبار والدماء، وقد فارقوا الحياة.
اكد الجميع ان كل من كان في المنزل قد مات ... اصبحنا يتامى حينها . كنت أشعر بالعجز والألم، وأن كل شيء حولي قد انهار.

وأثــمر الزيـــتونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن