جني و أمنية

126 5 2
                                    

كنت أتمشى و عيناي تتأملان السماء اللتي احتضنت بضع غيمات صغار و ارتدت حلتها الذهبية التي أهدتها إياها الشمس ككل يوم...كل شيء كان هادئاً و اذا بي أتعثر بشيء لم أعرف كنهه...التفت ورائي لأنظره و أذا بي أرى مصباحاً يشبه ذاك المصباح الذي نسب لعلاء الدين...فركته و قد كنت أضحك في نفسي على ما أفعل...و فجأة نفث المصباح دخان ملأ أرجاء المكان ليتحول هذا الدخان إلى جني ضخم...كنت خائفةة و مرتبكة و لكنني لم أدعه يرى علامات ذلك على وجهي...ردد هو قائلاً شبيك لبيك..أنا الجني بين يديك...لك أمنية فقط أستطيع تحقيقها...أخذت أفكر و أخذت أحدث نفسي:ترى ما ذا يمكنني أن اطلب و ما ذا يستطيع أن يحقق...أمنيتي لا يستطيع تحقيقها أي أحد غير رب العباد...أنا أتمنى الفردوس حيث الراحة و الطمئنية...حيث أناس لا يعرفون الكره و الحسد و البغضاء و كل شيء غير محمود من خصال بني الإنسان...حيث لا نصب و لا لغوب...لا هم و لا كدر و لا مرض...كل ما أتمناه يتحقق هناك...نعم..الفردوس أمنية إن تحققت...كانت سبب في تحقيق ألف الأمنية... رفعت رأسي و التقت عيني بعيني الجني المخيفتين و قلت له...أعتذر...يبدو أنك لن تستطيع تحقيقها...ثم أدرت ظهري و مشيت بسرعة دون أن أسمع رده أو أن أرى ملامح وجهه...

من آفاق الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن