بين أكف الطبيعة

40 0 0
                                    

أجمل أيام حياتي هو ذلك اليوم الذي تنقلت فيه بين أكف الطبيعة..و رأيت نقيضيها يتكاتفان بحبور..أرض خلت أياديها من مواكب الأزهار و صديقاتها الأعشاب..و أرض فاضت سلالها بالخمائل الملتفة و باقات الأزهار..فزرت الأرضين و أولهما كانت تلك الأرض الجدباء..فمشيت بين روابيها و أنا أحمل شيئاً من الماء تذب عني العطش..و أصعد التلال بشق الأنفس و حر الشمس يلهب رأسي..أخطو بحذر خشية التورط بأشواك تقف قي طريقي..أجلس على رأس تلة مرتفعة...أتأمل السماء و قد تربعت الشمس على أكتافها...
..الأرض الجرداء..الرمال التي تهبها الرياح أجنحة تحلق بها..
أسجد فوق الرمال لتشهد لي رمال هذه الصحراء لقاء مع الإله المتعال..أشعر بالظمأ..قنينة الماء خاوية..فأعود أدراجي أجري و أنا أستذكر هاجر و هي تسعى في وهج الصحراء تلتمس ماء يروي غليل صغيرها..
أصل إلى حدود الأرض الخصباء..و أشرب من نبع قريب تعكس مياهه نور الشمس..أمشى بين أعشاب تتدلى إلى الأسفل تشكر التربة إيواءها لها.. و أزهار الياسمين الفواحة ترنو نحو السماء تتأمل زرقتها..و الأشجار تحني أغصانها مرحبةً بقدومي..
أقف على غصن شجرة..أهتز مع الرياح و هي تعزف على قيثارة الأوراق الخضراء ترنيمة سلام...
أغلق أجفاني و أوجه وجهي للسماء و أحلق كالطير على أجنحة الإحساس لأغتسل بماء الشمس الطهور..

من آفاق الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن