كانت الليالي قد بدأت تأخذ منعطفًا أكثر ظلامًا ورعبًا. كنت أشعر بوجود شيء غير طبيعي يحدث في أحلامي، وكأنها تسحبني نحو أعماق مظلمة لا مفر منها. في إحدى الليالي، خلدت إلى النوم وقلبي يثقل بالرهبة من اللقاء المنتظر مع صديقي في الأحلام.
في حلمي، وجدت نفسي في غابة كثيفة ومظلمة. كانت الأشجار الضخمة تحجب ضوء القمر، مما جعل المكان يبدو أكثر غموضًا ورعبًا. كان الهواء باردًا ورطبًا، ورائحة العفن تملأ الأجواء. شعرت بوجوده قبل أن أراه، وبدأ قلبي ينبض بسرعة.
ظهر صديقي فجأة من بين الظلال. كان مظهره أكثر شراسة من أي وقت مضى، وعيناه تلمعان بجنون. ألقى نظرة عليّ وابتسم ابتسامة باردة. قال بصوت منخفض ومخيف: "الليلة سنقوم بشيء مختلف. الليلة سنأكل."
لم أكن أفهم ما الذي يقصده، لكن شعرت بالخوف يتسلل إلى قلبي. قادني عبر الغابة، حتى وصلنا إلى مساحة مفتوحة مضاءة بضوء القمر الشاحب. في وسط المساحة، كانت هناك جثة ملقاة على الأرض، جثة مشوهة ومليئة بالجروح العميقة. كانت الدماء تسيل منها، وتغرق الأرض من حولها.
شعرت بالغثيان والرهبة، لكن لم أتمكن من التراجع. كان هناك شيء ما يسيطر عليّ، يجبرني على البقاء. صديقي اقترب من الجثة وانحنى، بدأ يتناول قطعًا من اللحم بأسنانه، والدماء تتساقط من فمه. نظرت إليه في رعب، لكنني شعرت بأنني مجبر على الانضمام إليه.
بدأت أتحرك ببطء نحو الجثة، وكأنني تحت تأثير تعويذة شريرة. جلست بجانبها، ونظرت إلى اللحم الممزق. بدأت أتناول قطعًا صغيرة، وأشعر بطعم الحديد في فمي. كانت الرائحة الكريهة تملأ أنفي، لكنني لم أستطع التوقف. كان هناك شيء ما يدفعني للاستمرار.
كانت كل قضمة تأخذني إلى أعماق أكثر ظلامًا في نفسي. شعرت بالغثيان والعار، لكن لم أتمكن من التوقف. كان صديقي ينظر إليّ بابتسامة مريضة، وكأنه يستمتع برؤيتي أتغير. كانت عيناه تلمعان بجنون، وكأنهما تقولان لي: "هذا هو مصيرك. هذا هو ما أنت عليه الآن."
استيقظت فجأة، وكان العرق يتصبب من جبيني وقلبي ينبض بسرعة. شعرت بالغثيان والاضطراب، وكأنني ما زلت أشعر بطعم الدم في فمي. حاولت نسيان ما حدث، لكن الصور كانت محفورة في ذهني.
في الأيام التالية، كنت أشعر بثقل هذه التجربة على روحي. لم أتمكن من نسيان تلك الليلة، وصديقي في الأحلام كان يظهر لي في كل مكان. كنت أراه في الزوايا المظلمة، في وجوه الناس، وحتى في انعكاسي في المرآة. شعرت بأنني أفقد عقلي، وأنني لن أتمكن أبدًا من الهروب من هذا الكابوس.