الفصل الأول: السقوط في ظلام الوعي
مرّت الأيام بعد تلك الليالي الدموية، وبدأت أشعر بأنني أسير في حلقة مفرغة من الرعب. كلما حاولت نسيان ما حدث، كانت تلك الذكريات تعود لتطاردني بشراسة أكبر. أحلامي كانت تأخذني إلى عوالم مظلمة، ولكن الأمور أصبحت أسوأ عندما بدأت أشعر بشيء غريب، شيء ينهش في داخلي.
في البداية، كانت الأعراض بسيطة. كنت أشعر بعدم الارتباط بالعالم من حولي، وكأنني أعيش في فقاعة. كانت الأشياء تبدو بعيدة وغير حقيقية. عندما كنت أنظر في المرآة، لم أكن أتعرف على نفسي. كنت أرى شخصًا غريبًا، وعيناه تحملان بريقًا مجنونًا. بعد فترة، شعرت بأنني أعاني من "اختلال الأنية".
الفصل الثاني: اختلال الأنية
اختلال الأنية، أو كما يُعرف بـ"Derealization"،
هو حالة يشعر فيها الشخص بأن العالم من حوله غير حقيقي
، وكأنه يعيش في حلم أو كابوس. يمكن أن يكون هذا الشعور مخيفًا، حيث يبدو أن الشخص فقد السيطرة على واقع حياته. لا يتجلى اختلال الأنية فقط في الشعور بعدم الارتباط بالعالم، بل يتعدى ذلك ليشمل فقدان الهوية الشخصية.
بدأت أشعر بأنني غير موجود، وكأنني مجرد ظل يتجول في هذا العالم. الألوان أصبحت باهتة، والأصوات تبدو وكأنها تأتي من بعيد. في بعض الأحيان، كنت أسمع همسات غريبة، أصوات تهمس لي بأشياء لا أفهمها. كان لدي شعور دائم بأنني تحت المراقبة، وكأن هناك عيونًا ترقبني من الظلال.
الفصل الثالث: المعاناة والخوف
بدأت أعراض المرض تأخذ منحى أكثر خطورة. كلما زادت مشاهد العنف والدموية في أحلامي، زادت حدة اختلال الأنية. كنت أعيش في حالة من الذعر المستمر، وأصبحت غير قادر على الخروج من المنزل. كنت أشعر بأن كل خطوة أخطوها قد تقودني إلى شبح ماضي. أحلامي أصبحت أشبه بكوابيس يومية، وكأنني أسير في دوامة من الألم.
لم أكن أستطيع التحدث إلى الآخرين عن ما كنت أشعر به. كانوا يرونني شخصًا طبيعيًا، لكنني كنت أشعر بأنني محاصر في عقلي. كنت أتناول الطعام، وأتناول الدواء، لكن كل شيء كان يبدو غير حقيقي. لم أعد أستطيع التمييز بين الواقع والخيال.