الخوف من المجهول، أمر يخشاه الجميع عندما تدركين حقيقة الأمور وتستفيق من ذلك الحلم الوردي على كابوس أسود مروع.
اكتست حدقتي فيونا بطبقة رقيقة من الدموع وهي تعيد قراءة تلك الورقة التي عثرت عليها قبل يوم ،وتحاول قدر الإمكان أن لا تقفز بستنتاجها.
فوجود بطاقة كتلك لا يعني أن فرناندو يعاني من أزمة نفسية، ولكنها سرعان ما تهتز تلك الفكرة في رأسها عندما تبدأ بتذكر تصرفاته الغريبة.
كان عليها أن تختار، إما أن تستمر في حياتها وتتغاضى عن كل ما يحدث و تتعايش مع الوضع السائد، و إما أن تذهب لتلك العيادة وتتقص الأمر وتعرف حقيقة الموضوع.
لم تكن فيونا جريئة لاختيار الخيار الثاني، فهي تخشى أن ينهار عالمها الوردي الذي رسمته مع فرناندو، لذلك قررت تأجيل الذهاب لهناك لوقت لاحق.
تأملت نفسها في المرأة كثيرا وراحت تتفحص زينتها ربما للمرة الثالثة قبل ذهابها.
وقبل أن تستدير مغادرة الغرفة أحست بيدي فرناندو وهي تلتف حول خصرها بحنو._تبدين جميلة، هذا الفستان يليق بك كثيراً.
شعرت فيونا بسرور وهي تلتفت له محاوطة رقبته بدلال:أنا جميلة في كل الحالات.
داعب خدها وهو يبتسم قائلاً:يالك من فتاة مغروره "نظر لساعة يده ثم تابع"الآن يجب أن نتحرك قبل أن يفوتنا عرض الفلم.
تأبطت ذراعيه بكل سرور مقررة أن تتجاهل ما مرت به خلال تلك الأيام الفائتة وتستمتع بهذا اليوم المميز،فالبارحة جاءها فرناندو وعرض عليها الذهاب لسينما وهي لم ترفض ذلك إطلاقا.
كانت الأجواء الليليه مميزة ورائعة ورغم برودة الطقس الإ أن ذلك لم يمنع الناس من الخروج والاستمتاع بأمسية لطيفة مع الاحبة.
كانت الساعة تشير لتاسعة مساء حينما وصلا أمام دار السينما، لقد كان المكان شبه مزدحم وكأن الجميع قد قرر مشاهدة الأفلام هذا المساء.
اتجها لشباك التذاكر ليقتطعا تذكرة لهما،وبعد ذلك كان دور الوجبات الخفيفة فهي من الأمور الضرورية فلا تحلو الافلام من دونه.
بعد أن ملاء يديهما بما أرادوا، دخلا لتلك القاعة المظلمة المكتضه بالحشود.
تنهدت فيونا براحة وهي تستريح على مقعدها المخصص.
_يبدو المكان مزدحما بالنسبة لوسط الأسبوع. (هكذا علق فرناندو)أزحات أنظرها عن تلك الشاشه البيضاء العملاقة
وشرحت له موضحة :من البديهي أن يكون اليوم مزدحما أنسيت أن اليوم يصادف العطلة السنوية.
عبر فرناندو عن سخطه وهو يزيح خصلة كانت قد تمردت على جبينه :لو كنت أعلم أنها عطلة لما خرجت، أنا أكرة الإزدحام.لفت فيونا ذراعها على ذراعه وهي تستجديه بعيون القط خاصتها:أرجوك فرناندو لا تفسد هذه الأمسية لقد مر زمن طويل منذ خروجنا معاً.
تنهد فرناندو باستسلام:حسناً لك ذلك.
أنت تقرأ
اللوحة الخالدة
Horrorينظر لها ببتسامة مختلة وهو يقترب منها، تتراجع برعب ولكن الجدار أعاق هروبها أحطها بيديه،قائلا:عندما تنفذ الألوان مني ستكونين أنتي لون! مشاركة في مسابقة نبراس أقلام ذهبية ...