الماضي حاضر

37 5 6
                                    

تجرُّني بقايا الذكريات التي أُقارِعُها إلى شبه الموت الذي يجعلني أَئِنُّ تحت فتاة أوجاعي، باغتني الظلام إلى أن ضاعت آلامي في غياهب النسيان..

ويح السعاده لا تنال مبتاغيها، ويل لهذه الدنيا الدنية التي تتنفس الحزن وتتشرب والدموع، شقت الصاعقه صفحه السماء التي ندفت بالمطر فبللت زخاته أسوار المدرسه التي سعلت بصوت خافت، تكورت على نفسها، تحاوط قدميها بذراعيها، تجلس القرفصاء لعلَّها تخفِّف عنها شيئاً من الألم ، نفخت على جروحها المتعبه، أغمضت جفنيها النديين بالدموع، فسقى الالم جذور قلبها حتى كوَّنت شجرةً ثمارها مرة كطعم الحياه، تتذكر وتذكر وتتذكر هذا ما جعلها تتخبط في مخالب حزن لا ينتهي، تحلق في سماء الذكرى، تتذكر ضرب والدها لها، توغّلت الذكريات بصورةٍ لجثه والدتها الحية، تعمّق حزنها ، لكنها سريعا ما بدَّدت ضباب الالم بكلمات تستطمنها : سيكون كل شيء على ما يرام، سأكون بخير كفكفت دموعها التي ترقرقت من عينيها المحتنقتين بطرف كمها، وسرعان ما ألقت خمار الابتسامه على وجهها.

- توقّاك الله من كلِّ شرٍّ مخبوء ومجليٍّ، وثبَّتك على إيمانه ، أتريدين منديلا؟

علمتْ أنه شاهدَ زخرفه الألم الباديه في ملامحها؛ فأسدلتْ وشاح القوه عليها من جديد، واستذأبت قائله وهي تدور حوله : وهل تراني أبكي يا رأس الباذنجان هل سمعتني؟ أووووووو، آسفه نسيت أن أذنك مشوَّهه قد لا تستطيع السماع بها،

تناوبت دقات قلبه في العلوّ والانخفاض فنكّس رأسه ، تفاقمت الأفكار حتى جسّدت أسئلة انهالت عليه، لماذا تخترقني بعيونها؟ وتجلدني بلسانها؟ وترميني بحجاره الكلمات الجاثمة على صدري؟ هل فعلت لها شيئاً لا يغتفر؟

-----------------------------

هل رأيتنَّ موضة البنطال الجديده؟ أوووووووه ها قد أتت رحمة، مالي أراك تفكرين ليس من عادتك ههههههه؟ فاشرأبّت آعناقهن وشخصتْ عيونهنَّ تجاهها، رفعتْ حاجبيها الكثيفين، وأردفت: وماليَ أراكِ تجلسينَ كالقرد على الشجره؟ فضحكن عليها جميعا

-أرأيتنّ تلك (الشرشوحه) يا إلهي كيف هو شعرها

=قولي مشيتها كأنَّها بطريق، أو ذلك الذي يسير هناك، اووووه إنه (أبو أذان )

------------------

حزن كتيم ينعكس على مرايا قلبي المكسورة، وقف موت اللحظات على عتبة الصمت...

ابتلعتْ ظلمة الليل بصرَ السماء وهلّ المطر هلّا، لفح البرد صفحة وجههِ، وبدأ ويزحف الى داخله، بعثرتْ دقائقَ الافكار التي حبسها في عقله: أهلا بعودتك بني.

سكن بحضنها قليلا فظلّلت السكينة قلبه، وسكنت في مسارب نفسه، فقال بحزن لم يقوَ على إخفائه: أريد عمليات تجميل لاذني، الكل يرجمني بتلك الكلمات، قالت بحنوٍّ بليغٍ، وهي تربت على ظهره: حمزة عزيزي، أنت فتىً نبوغٌ مِعوان، وأنت تعلم أنَّ وضعنا الماديّ لا يسمح بإجراء عمليات تجميل،

عند مفترق الطرقWhere stories live. Discover now