كان الهيكل العظمي جالسا و الفزاعة شامخ أمامه على عوده الخشبي المتين و ظل الغراب واقفا على ذراع الفزاعة يرمق الهيكل بنظرات شك و تهديد خلسة
وثم نطق الفزاعة
«أريد أن أقدم نفسي أولا، أنا أدعى جوزيف و إنني فزاعة كما ترى، و هذا هو صديقي المقرب و أخي اسمه لارس، لكنه قد يكون مزعجا احيانا لانه غراب»أشار لارس بجناحه للهيكل و قال له باستفزاز وانزعاج
« ماذا عنك ألن تقول شيئا؟! من أنت و من أين أتيت؟!»
ظل الهيكل العظمي ينظر ببرود و شرود وهو يعالج كلام لارس حتى قال بتأمل
«لا أعلم»
لم يصدقه الغراب وبل وقف على الطاولة في مواجهته وصاح غاضبا بصوته الحاد و المزعج
« كيف لا تعلم؟! ألم تمنحك أمك اسما؟! من أين جئت أساسا؟!» ثم التفت لجوزيف وقال له « أخبرك أنه مشرد لا حق له بالجلوس معنا هيا اطرده و خلصنا منه! من يدري لعله يحمل أمراضا!!!»ظلا ينظران له ببرود وهو في ذروة غضبه بالرغم من حجمه الضئيل مقارنة بهما، وفي لحظة صمت قال تمتم الهيكل العظمي
«أظنك تصلح للشوي»تجمد لارس ذعرا فورما سمع تلك التمتمة و تحولت نظراته للتوتر و أطلق شهقة خافتة لكن مصدومة، وقال جوزيف ليزيد من توتر و إحباط لارس حيث انه كان يستمتع بهذا
«نعم....انه مزعج و يتصرف و كأنه أكبر من جحمه، و أحيانا أفكر في أكله، لكني أنسحب لأنني لا أريد البقاء وحيدا... نعيقه يملىء فراغ أيامي»وبعد هذا لم يحتمل لارس صبرا وطار من النافذة وهو يطلق نعيقا عاليا من أعالي السماء حتى تلاشى صوته في الأفق الضبابي
قال الهيكل العظمي
«أنا آسف لانه إنزعج بسببي... انه خطئي»رد جوزيف بمتعة و طمأنة
«لا عليك إنه حاد المزاج دوما.... انا من يجب ان يعتذر لانك لم تحظى بضيافة مكرمة... والآن، أين كنا؟»«اها، أنا كنت أبحث عن المساعدة... هل هناك من يعرفني أو يعرف من أين أنا؟»
قال جوزيف بصوت مبهم و أعلى من الهمس بقليل
« هل تريد معرفة ذلك حقا؟، أم أنك تظن أنه يجب معرفة ذلك حقا؟.... أجبني يا ذا المعطف الرمادي»حارَ ذو المعطف الرمادي من سؤال جوزيف وظل ينظر بهدوء، حتى بعد لحظة صمت.... أخيرا نطق
ذو المعطف الرمادي
« أظن أنه يجب معرفة ذلك... لا أستطيع العيش و أنا أجهل من أنا، هل تقدر على مساعدتي؟»ضحك جوزيف بخفة وقال بمتعة وهدوء
« إجابتك لسؤالي محيرة، هذا خيارك و ليس واجب منزلي! ماذا ستفعل لو ندمت على معرفة ذاتك القديمة؟! ألا تظن أنه من الأفضل.... أن تصبح شخصا جديدا؟ فكر في الأمر جيدا»أصابته صدمة خفية بعدما فهم مضمون كلماته، ولاحظ جوزيف أن ذو المعطف الرمادي فهم كلامه جيدا فأكمل باقيه بشرح و هدوء
« أترى؟... فكر في الأمر جيدا.... لكن ليس هنا»زادت عجبة ذو المعطف الرمادي أكثر بكثير وقال بحيرة
«ماذا؟.... ماذا تقصد بليس هنا؟ هل أذهب للحقل مثلا؟»ضحك جوزيف بخفة من جديد وقال بسخرية لطيفة
«و لم لا؟! قد يبدو مكانا مملا لكنه حبيب إلى قلبي»
ثم أكمل وقد استبدل سخريته بالهدوء و الفهم
« لكن... ما أعنيه، فكر في هذا أثناء سفرك... أنا أعرف من سيستطيع مساعدتك... إذهب لقرية مانورجسايد... سيرشدونك لقصر الحاكمة...»«حاكمة؟»
«نعم... الحاكمة، إنها تعرف كل ما حدث ، خذ عربتي وبها ستصل إلى هناك... وعندما يحين الوقت ستعثر على إجابة جيدة لسؤالي»
أنت تقرأ
ذو المعطف الرمادي
Fantasyلا يعلم إلى أين يجب أن يتجه ، يريد فقط أن يتذكر من هو ، لقد ساعد الكثير من الناس ولم يجد من يقدر على مساعدته ولسبب ما ، يظن أنه يستحق الخلود في لعنته هذه ملاحظة: لو احببت كرتون خلف حائط الحديقة أو فيلم قلعة هاول فهذه الرواية مخصصة لك (◔‿◔)