الفصل الاول

17 1 0
                                    

"إطمئن لن تضحك لك الدنيا ابدًا"

هذا ما قاله لي رَجل قبل محاولتي في الانتحار وكنت سألقي بنفسي في نهر النيل لكن تخليت عن هذا القرار في اخر لحظه.

انا مالك محمود الجارحي ، عمري ثلاثون عامًا، اعمل طاهي في مطعم خمس نجوم، كنت من اكبر الطهاه في هذا المطعم، لم أحصل على هذه الوظيفه الا بعد معاناه دامت خمس سنوات في البحث عن عملي في بلدي (الاسكندريه).

__________________

كان صديقي كريم هو من جاء لي بهذا العمل، وهو من علمني أصول الطهي بعدما كنت فاقد الشغف، خصوصا انني كنت من اوائل الطلاب في كلية السياحه والفنادق قسم المطبخ،  تركتُ اهلي و بلدي الاسكندريه،  و ذهبتُ للعمل في هذا المطعم في القاهره، وبعدما كان لي سمعتي الحَسَنه في المكان،  وإشتهر هذا المطعم بفضل الله ثم فضلي،  وكان اكبر ناس في هذه البلد يأتون إلى المطعم و يطلبوني مخصوص، فعلتُ غلطة واحده فقط كانت كفيلة بهدم ست أعوامًا،  من التعب و العمل الشاق ليلا ونهارا،  كانت الغلطه هي....

__________________

كنت في المطعم واقوم بطهي الطعام للزبائن كعادتي يوميًا،  حتى أتى زبون مهم جدا ليس في البلد بل في الدوله كلها، طلبني مخصوصا لكي اذهب وأعرف منه طلبه وماذا يريد في غدائه اليوم،  رغم ان كان لدينا في المطعم طاقم عمل كبير و يستطيعون بكل سهوله معرفة ما يريد بالظبط لكنه صمم مقابلة الشيف شخصيًا، ذهبت اليه وقابلته كان لحراسه طاوله كبيره جدا و هو كان يجلس ومعه زوجته وأولاده،وكان يبدوا على وجهه ملامح الشده و التكبر ولا يبتسم،  ذهبتُ له مصطنع ملامح اللطافه و بإبتسامه مصطنعه له  وقلت

_مساء الخير يا فندم

=انت بقا الشيف اللي عاملين ليه ظيطه؟(بإستهزاء)

_مش فاهم قصد حضرتك يا فندم...؟! حضرتك طالبني مخصوص اقدر اعرف طلب حضرتك؟ عندنا كل انواع الاكل، شرقي، و اسيوي، و غربي، و كل اللي حضرتك عايزه.. أقدر اعرف طلب حضرتك؟

وتظهر على وجه الزبون ملامح الغضب و العصبيه و قال

=متقاطعنيش...(وأخذ شهيق ثم اغلق عينيه ببطئ بعدها فتح عينيه تدريجيا و قام بالزفير حتى هدأ وأكمل حديثه قائلا) امسح جزمتي

_نعم؟!

=زي ما سمعت امسح الجزمه وقع عليها مايه مش عجباني(بتعبيرات وجه بارده)

رد مالك وهو بمنتهى الهدوء

_اه بس انا مش شغال عندك علشان امسحها انا شيف هنا ومش من حقك تكلمني كده تمام؟

=انت واهلك واللي زي امثالك شغالين عندي

عندما قال هذه الكلمات سمعتها، و كانت لي مثلما تأتي بالبنزين، ثم تضعه في نار مشتعله؛ فيزيد اشتعالا فوق اشتعاله،  لم اشعر بنفسي الا عندما امسكت  بالشاي الساخن الذي كان على الطاولة وقمت بصبه في وجهه قائلا بعصبيه و دون اهتمام لما سيحدث لي بعد ذلك

_اللي بيمسحوا الجزم دول انت وامثالك بيمسحوها لأسيادهم علشان يخلوا واحد زيك ييجي يتشطر على واحد اشرف منك ومن اللي زيك

وكنت سأقوم بضربه لولا ان اتى المدير من بعيد و امسك بيدي قائلا لي بعصبيه

=انت عارف ده مين؟

رد عليه الرجل قائلا

_انتوا جايبين بلطجيه  هنا تشتغل عندكوا

قال له المدير

=هدي نفسك يا فندم انا هطردهولك حالا..(ثم نظر لي وقال)....

وبالفصل الثاني ابشرواا

عالم آخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن