"كُنا معًا كقُفل فِضي ومفتَاح ، لكنّ قُفلك قد تغّير
الآن ، ولا أظنُ أنّني أستطيعُ التّعامل معَ هذا"✯
✯ ✯
✯
✯ ✯
✯✯ ✯
✯
رمشَ عدّة مراتٍ يستوعبُ الأمر ، هي أمامَه الآن ، وقد تذكرَ أخيرا...هي لاتستطيعُ الحَديث..لذا سحبَ حقيبَته المُعلَقة على ذراعٍ واحدَة ليفتحَ السّحاب ويخرج دفترًا ما وقلمًا... فتحَ الدفترَ بمُنتصفِه حيثُ كانَ فارغًا وبدأ بكتابَة شيءٍ ما و ثوان فقط ليُديره لها
"تفضّلي آنستي.. هل تحتَاجين لأمرٍ ما ؟..براحتِكِ"
لمَ هو لطيفٌ هكذا ، أم هي فقط لمْ تُقابل إلا السّفلة؟
مدّت يدها مُشيرة له أنْ يمنحَها القلم والدّفتر ، لذا بسُرعة غريبةٍ مدّهما نحوَها لتلتقِطَهما مِن يديْه و
بدأت تكتبُ بتركيزٍ عميقٍ وكم أرادَ أنْ يقتربَ ويرى ما تكتبُه أنامِلها..وبعد دقيقةٍ تقريباً مضَت كالدّهر لهُ أدارَت لهُ الدّفتر" إياكَ أنْ تشعرَ بالإحراجِ أثناء تواصلِكَ معي أنا مُتفاهمةٌ معكَ فهذا أمرٌ طبيعٌي وأجل أنا أتذكركَ ولا داعي لشُكري فأيُ شخصٍ كان ليفعلَ المَثل..
وأشكركَ حقا على رغبتكَ بمُساعدتي عند حاجَتي هذا لطفٌ مِنك"هذا ردُها على رسالتِه..
هي لاتشعرُ بالإحراجِ مِن صُّمِها إنْ تحدثَا مع عبرَ الكتابةِ..
وهي تتذكرُه..
وبكلِ تواضعٍ تقولُ أنّه لا داعِ لشُكرِها..
ما هي طينتُها؟ أم انّها مِن نُور..
رسمَ إبتسامةً صغيرَة على ثغرِه مُظهرا غمازتَه اليُمنى
والتي لفتَت أنظارها فكتبَت له بسرعة
" تملكُ ابتسامةً جمِيلة"
مدّت له الدفترَ تبادِلُه الإبتسامة مُربِتة على كتِفه بخِفة تُعلِن مغادرتها
ليَضع إصبعَا مكانَ غمازَته و إصبعًا آخر مكانَ تربيتُها على كتِفه..
ـ...وأثناءَ إضطرابِ قلبِه هي دخلت قِسمها بعقلٍ مُضطرب
لما إمتدحَته؟
هل بدتْ غبِية؟
هل ينظرُ لها بدونِية الآن ؟
اللعنَة على كلماتِها التي تقولها ثمّ تفكر بِها...ما أسوأ أنْ تكون عفويّ الكلام والأفعال وبنفس الوقتِ شديدَ الجدّية تجاه ذاتك..
قاطَعها مِن أفكارِها صوتٌ مُفعَم بالنّشاط" ها أنتِ ذا...هل فكرتِ بعرضي للخروج معًا "
" آسفة لا أستطيع أنا أملكُ كتابا لٱنهيه "
قالَت بنبرةٍ مُتأسِفة لكنَ الغريبةَ أمامها لم تستسلِم بل إقتربَت مِنها تُحكم على كتِفيها قائلة بجدية
"أنتِ جديدةٌ بالمدينة لذا لا تعرفين أيّ أحد..وأنا لا ٱريد لكِ أنْ تبقَي وحيدة..إسمحي لي أنْ أكون صديقتكِ.."
إبتسمت لا إراديا.. ربما بدأت تُحِب هذه الفتاة...
وما كانَ مِنها إلا أنْ قالتْ مُقلِدة نبرتَها
"إتفقنا أماندا..لنلتقِ بعد غد "
هي لا تملك مشكلة مع الوحدة..بل هي مِن مُحبيها وبنفس الوقت ، تحبُ اللقاء مع النّاس والإستِمتاع..
لكن بعد إنتقالها قبل أسبوع إلى هنا حيث لا تعرف أي شخص عزمَت أنْ تبقى وحيدةً حتى التّخرج كي لا تضطر للتوديع مجددا.. ومع هذا ستُعطيها فرصة..
فلا بدّ مِن أنّ أماندا تملكُ قلبًا طيّبا لتخاف على غريبة مِن الوحدة
.
.
أنت تقرأ
مٓالذّي تٓعْرِفُه ؟
Historia Cortaالحَياةُ مُفاجآتٌ لا تَعرفُ أوقاتَها.. رُبمَا بينّما تحيكِين الأبيضَ لربطِ روحِك بٱخرى .. يُنسجُ لكَ الأبيضُ لتُغادركِ روحكِ للأبَد..