فصل 1

1 1 1
                                    

كنت أعيش حياة طبيعية منذ أن صرت في الخامسة من عمري

فبينما كان أقراني يستمتعون
باللعب و اللهو طوال الوقت

كنت أعيش معاناة حقيقية
كلا بل كنت أغرق في قعر الجحيم يوما بعد يوم

فقد شاء القدر و أن ولدت في عائلة
يتميز كل أفرادها
بكونهم قتلة محترفين
منذ القدم

كنت اشاهد الأهل يهتمون بأطفالهم و بسلامتهم
أما فكنت العكس تماما

كان كل إهتمامهم منصوبا على جعلي أداة قتل

و لهذا السبب لم أكن أعرف معنى لمصطلح
" العائلة "

حقا لقد كانت الطفولة التي عشتها كابوسا مريرا كنت دائما ما أتمنى أن أستيقظ منه

لكني لاحقا تخليت عن هذه الأماني التافهة
فما كنت أراه حينها ليس سوى مقدمة صغيرة لما كان يخبأه الغد لي

فما كان بعدها ليس إلى صفحات من كتاب ملطخ بلون الدماء

فبعد إتمامي لسن العاشرة
بدأت معناة أكبر من سابقتها بكثير

و هي أني فقدت إنسانيتي و ما يرادفها من كلمات
رحمة و عطف و حب و مرعاة و غيرها

فهذا أمر متوقع بعد رؤية الدماء كل يوم
أمر متوقع بعد الإجهاز على حياة الناس بيدي

ففي كل مهمة كنت أقوم بها
كان الإنسانية بداخلي تتلاشى شيء فشيء

حتى إختفت تماما من الوجود
و أصبحت في طي النسيان

دائما ما كنت أعود إلى المنزل في وقت متأخر من الليل محملة بجراح قاتلة

لكن لم يعرني أحد إهتماما و لا حتى والدي اللذين لم افهم حتى سبب وجودهما
في حياتي و هما لا يقومان بأي من واجباتهما نحوي

أو شقيقاي الأكبر سنا مني
الذي كان دورهما الوحيد هو السخرية مني و زيادة معاناتي أكثر

لذلك كنت دائما ما أعالج جراحي بنفسي
فهذا هو الدرس الذي علمته لي الحياة

و بسبب هذا تعلمت كيف أكبح مشاعري أو بالكاد ما تبقى منها

و عند بلوغي 18 أطلق علي إسم
"الوردة السوداء "
أو الوردة الشائكة

فقد صرت محترفة في مجال الإغتيال و القتل

و إستمر هذا الواقع الأليم كل يوم كل شهر كل سنة
إلى بلغت عامي 20

I Got A Second Chance Where stories live. Discover now