كنت أعيش حياة طبيعية منذ أن صرت في الخامسة من عمري
فبينما كان أقراني يستمتعون
باللعب و اللهو طوال الوقتكنت أعيش معاناة حقيقية
كلا بل كنت أغرق في قعر الجحيم يوما بعد يومفقد شاء القدر و أن ولدت في عائلة
يتميز كل أفرادها
بكونهم قتلة محترفين
منذ القدمكنت اشاهد الأهل يهتمون بأطفالهم و بسلامتهم
أما فكنت العكس تماماكان كل إهتمامهم منصوبا على جعلي أداة قتل
و لهذا السبب لم أكن أعرف معنى لمصطلح
" العائلة "حقا لقد كانت الطفولة التي عشتها كابوسا مريرا كنت دائما ما أتمنى أن أستيقظ منه
لكني لاحقا تخليت عن هذه الأماني التافهة
فما كنت أراه حينها ليس سوى مقدمة صغيرة لما كان يخبأه الغد ليفما كان بعدها ليس إلى صفحات من كتاب ملطخ بلون الدماء
فبعد إتمامي لسن العاشرة
بدأت معناة أكبر من سابقتها بكثيرو هي أني فقدت إنسانيتي و ما يرادفها من كلمات
رحمة و عطف و حب و مرعاة و غيرهافهذا أمر متوقع بعد رؤية الدماء كل يوم
أمر متوقع بعد الإجهاز على حياة الناس بيديففي كل مهمة كنت أقوم بها
كان الإنسانية بداخلي تتلاشى شيء فشيءحتى إختفت تماما من الوجود
و أصبحت في طي النسياندائما ما كنت أعود إلى المنزل في وقت متأخر من الليل محملة بجراح قاتلة
لكن لم يعرني أحد إهتماما و لا حتى والدي اللذين لم افهم حتى سبب وجودهما
في حياتي و هما لا يقومان بأي من واجباتهما نحويأو شقيقاي الأكبر سنا مني
الذي كان دورهما الوحيد هو السخرية مني و زيادة معاناتي أكثرلذلك كنت دائما ما أعالج جراحي بنفسي
فهذا هو الدرس الذي علمته لي الحياةو بسبب هذا تعلمت كيف أكبح مشاعري أو بالكاد ما تبقى منها
و عند بلوغي 18 أطلق علي إسم
"الوردة السوداء "
أو الوردة الشائكةفقد صرت محترفة في مجال الإغتيال و القتل
و إستمر هذا الواقع الأليم كل يوم كل شهر كل سنة
إلى بلغت عامي 20