تذكير سريع للاحداث، لارا ماتت، والعيلة كانت في حزن شديد على فراقها، وتيم فقد النطق، وحصلت مشكلة مع حوا عند مركز الدروس ومحمد حلهالها، وبعدها محمد تعب واخدوه على المستشفى بسبب غيبوبة السكر، ولؤي راح المستشفى عشان يعرف نتايج التحاليل والاشعات بتاعة ابوه، وتاليا اخت محمد وآسر رجعت من السفر بعد فترة طويلة وعرفت بموت لارا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نبدأ بسم الله.
"القوة ليست في النسيان، القوة أن تتذكر ولا تتأثر"
_ويليام شكسبير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"بس خلي بالك، اللي انت بتقوله ده فيه خطر على حياتك"
قالها الطبيب بتحذير شديد اللهجة لذلك الذي يقف أمامه.
اجابه الآخر غير مهتمًا بمقدار خطورة الفعل الذي هو بصدد القيام به:"مش مهم، المهم هو، انا عايزه هو، مش حضرتك قُلت عايز متبرع!، انا اهو قدامك، يبقى مستني ايه؟!"
زفر الطبيب انفاسه ببطء، ثم اجابه مستسلمًا لرغبته:
"تمام، هتعدي عليَّ بكرة إن شاء الله، عشان نشوف فصيلة الدم وكل الامور تمام ولا لأ، عشان نحدد ميعاد العملية"
اومأ له الآخر بحركاتٍ خافتة، ثم صافحه وخرج بعد انا قال:
"تمام، شكرًا لحضرتك يا دكتور"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصل آسر ومحمد إلى المنزل بعدما قاموا بتوصيل حوا ووالدتها إلى منزلهم..هبط آسر من السيارة اولًا، ثم تبعه محمد بتمهلٍ -فآثار الدوار لم تتركه بشكلٍ كاملٍ- بعد إلحاح كبير من الاول أن يذهب إلى البيت اولًا، لكي يُطمئِن والدته، ومن ثم يذهب حيثما يشاء.
وعند دخولهم إلى المنزل، تفاجأ محمد بوجود تاليا، شقيقته الحبيبة..
وبلهفةٍ شديدةٍ هرول نحوها متجاهلًا الوهن البادي عليه، واختطفها في عناقٍ طويلٍ، يبث فيهِ أشواقهِ لشقيقته الحبيبة، وصديقته المقربة، وهو مدركٌ في أعماقهِ أن وجودها سيُحدِث فارقًا كبيرًا معهم، وسيحيل تلك الأجواء الكئيبة إلى أُخرى مرحة."حمدًا لله على سلامتك يحبيبة قلبي، فرحت جدًا بوجودك هنا، وانا اقول ايه النور ده"
ربت آسر على رأسها من بين أحضان محمد، وقال لها بحنين:"وحشتيني خالص بجد، كل دي غيبة!، اخيرًا رضيتِ علينا، الظاهر إن الهجرة خلتك تنسي خواتك حبايبك!"
ثم نطقت بقهرٍ وهي ما زالت في أحضان محمد، وقد بدأت عيناها تلتمع بدموعٍ حارقةٍ:"لارا ماتت يا محمد!، لارا ماتت وانا نازلة علشانها!، نزلت لما كلمتني وقالتلي عايزاكِ جنبي وحشتيني، نزلت عشان كان نفسي اشوفها، بس الظاهر إن اتكتب عليَّ مشوفهاش خالص يا محمد"
اعقبت حديثها بدخولها في نوبة بكاء مريرة جعلت قلبيّ اخويها يعتصران من الحزن عليها..ابتعدت عن احضان محمد وتابعت بصعوبة من بين شهقاتها المرتفعة وهي تريه ماذا احضرت لحبيبتها الغائبة:
"بص يا محمد!، بص انا جايبة لها إيه!، جبتلها حاجات هي بتحبها، والألعاب اللي قالتلي عليها.."
أنت تقرأ
انا هُنا
Randomيقولون إنه يجب على المرء أن يتحمل ما يمر به من صعاب ، ولكن إلى متى يتحمل ، وهل يجب عليه أن يتحمل وزر ذنب لم يقترفه ؟! ، ام يتحمل نظرات الناس ذات التفكير العقيم؟! ، ام أقوالهم ؟! ، إلى متى سيعيش سجين هذه النظرات القمئة ، ألم يحن الوقت بعد لكي يتحرر؟...