الجمال يولد بأشكال عديدة، فقط غير زاويتك وستراه في كل مكان.
_سيغموند فرويد.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبعد عناءٍ طويل، توقفت حوا عن البكاء، بعد أن اوصلها محمد إلى المنزل، لكي لا ترتاب والدتها من حالها.
وبعد أن اطمأن الآخر على حالها، وحال والدتها، فجأة شعر بدوار شديد أثناء عودته إلى السيارة، ولم يلبث إلا وسقط مغشيًا عليه، مستسلمًا للغمامة السوداء التي تحلق فوق عينيه.
وما كانت هي إلا ثوانٍ حتى لاحظته حوا، وجائت راكضة نحوه صارخة بجزع:
"محمــد، محمــد مالك، محمد قوم بالله عليك"
كانت تقوم بالضرب على وجهه ضربات خفيفة لعله يستفيق، لكن لا حياة لمن تنادي، وعندما لم تجد إجابة منه نادت بلهفة على صفاء (والدتها) لكي تساعدها:"يا ماما، يا مامـا تعالي بسرعة محمد واقع في الارض ومش بيرد عليا"
جائت صفاء مهرولة وهي حاملة بيدها كوب من الماء، وأخذت تنثر بضع قطرات على وجهه، وايضًا لا رد، قالت بخوف شديد بعدما تذكرت امر مرضه:
"ارفعي معايا يا حوا بسرعة عشان ناخده على المستشفى، شكلها غيبوبة السكر"
واثناء طريقهما للخروج، أتى لؤي الذي فزعه مظهر إبن خالته، ولم يكد يتحدث بكلمة ليسأل عما حدث، حتى عاجلته صفاء قائلة:
"ارفع معانا يا ابني يلا بسرعة"
ذهب وحمله عنها بخوف ولم يتوانى عن إكمال السؤال الذي لم يخرج من حدود فمه:
"ماله محمد، ايه اللي حصل؟؟"
قالت بأعصابٍ تالفة وهي تهرول ناحية البوابة ترجو أن تجد سيارة أجرة تقلهم إلى المشفى بأسرع وقت:
"إنجز انت هتفضل تقولي ايه اللي حصل واللي محصلش، امشـي"بكت حوا بصمت وهي تدعو في داخلها أن يكون بخير، وأن لا يصيبه مكروه، تقسم إنها لن تتحمل، ليس هو، ولم تعلم كم مر من الوقت عليهم، حتى وصلوا إلى باب المشفى وصاح لؤي بفزع:
"دكتور...دكتــور بسرعــة ارجوكــم"
جاء الطبيب مهرولًا بخوف، فهو الطبيب الخاص لمحمد ويعرف حالته جيدًا.
"ترولـي بسرعـة"وبعد أن تم إحضار العربة النقالة، تم نقله بواستطها إلى غرفة الفحص، وظلوا هم في الخارج بأعصاب قد تلفت من كثرة الخوف، حتى خرج الطبيب بعد نصف ساعة تقريبًا، يقول متنهدًا براحة:
"كان عنده غيبوبة سكر، بس الحمدلله إنكم لحقتوه في الوقت المناسب، وإلا مش عارفين كان هيحصل ايه لو اتأخرتم شوية، مفيش داعي للقلق دلوقتي بقى"
ولكن حديثه لم يخفف من حدة بكاء حوا، وقالت بلهفة واضحة عليها:
أنت تقرأ
انا هُنا
Diversosيقولون إنه يجب على المرء أن يتحمل ما يمر به من صعاب ، ولكن إلى متى يتحمل ، وهل يجب عليه أن يتحمل وزر ذنب لم يقترفه ؟! ، ام يتحمل نظرات الناس ذات التفكير العقيم؟! ، ام أقوالهم ؟! ، إلى متى سيعيش سجين هذه النظرات القمئة ، ألم يحن الوقت بعد لكي يتحرر؟...