اتعلق بك كالعنكبوت مع فريسته....شباكي تربطنا معادخلت بعد أن فتح الباب تلقائيا ،احتجت لادخال الرمز من جديد في عدة محاولات فاشلة حتى امسكت ذراعي التي ترتجف ،مفاصلي التي اعجز عن التحكم بها ترقص على صدى الصدمات...صدمات قوية بالحائط تجول للرواق كله و انا...
انا اسير بخطوات خادعة ،نظرة لعيناي كافية لجعلي انكب على ركبتاي ،الضحكات المختلة في هذا المكان مألوفة ،الصراخ مألوف.. لكنه حالة خاصة ،حالتي الخاصة..
لا يوجد حراس هنا ،لا يوجد احد..بل لا شيء هنا و حتى الالوان منعت من زيارتي في هذا الجناح.
الأبيض ،الاردية بيضاء ،الجدران بيضاء،الاسقف بيضاء...الضوء ابيض،الكرسي الذي سأجلس عليه ابيض ،قيوده المحاطة بجسده بيضاء...اعينه بيضاء.... اعين حدقيته بيضاء تستنزفني رغم انه مجرد مرض..كأي شيء هنا.
مريضي النفسي تومسون فليك ،بدل دخوله السجن قرر حبسه في مكان اسوء يليق بإختلال كإختلاله.
مرض الكاتاراكت ...انتشار الماء الابيض على مستوى حدقية عينيه..علي أن لا اخاف من مقابلتهما..يختلق قدرته على امتلاك هبة من الرب ..لا يمكنه ان ينظر للروحي ،هو كاذب و انا عاقل لاعرف.
"توقف.."قلت بنبرة حاولت جعلها متزنة..حاولت لكنه اعطاني ابتسامة جانبية ظهرت بها اسنانه التي بدت كأنياب الان.
لكنه مع ذلك لم يتوقف..جبينه يقطر دما بسبب ضربه المتوالي على الجدار...قد تعتبر قسوة لكن رؤية الاحمر اراحتني قليلا ،و ربما هو ايضا يفعل ذلك لأجل رؤي...مهلا لا ،هو لا يرى..هو أعمى.
"توقف!" رددت بصوت أقوى لكن ذلك زاد فقط من قوة و تسارع ضربات رأسه بالجدار حتى كدت اسمع صوت تهشم جمجمته..أنا اتخيل...كلا أنا لا افعل ،انا لست مريضا مثله.
هو لا يضحك ،لا يصرخ ،لا يصدر صوتا كأنه يعذبني فقط بصوت الارتطام المتتالي..اصابعي تنقر بإنزعاج...مسحت على ذراعي مكان الندبة عدة مرات..لكن
صراخه جعلني اهدء...استرخيت انظر لجسده الذي يتلوى على الارضية.. حملقتي للجهاز الصغير بيدي...كان ذلك كافيا بجعل ثيابه تضغط على جسده و تحتضنه بقوة مانعة عنه الحركة حتى كادت تمنع التنفس..اردت ذلك لكني سأصبح مثله..هو يؤثر على عقلي منذ البارحة...و انا مستجد ،هل يعذبني ابي بإدخالي لتجربة كهذه ؟
اخيرا سمعت صوتا منه..اشمأزيت من تردد ضحكاته المتعالية و توسلاته للمزيد و المزيد...صدقني اردت ذلك ايضا..اردت خنقك بقيدك الغبي هذا لكن هناك مبادئ..مبادئ لم تسمع بها انت...لكنك تحب العناق..انت هائم فيه لهذا فما افعله يثير شهوتك..يثير رغبتك و انا امنحك هذه الرغبة..
اوقفت شد قيوده و فجأة تلاشت صرخات المتعة لديه ..لم تكن تدريجية بل توقفت بسرعة حتى ظننت أنني لم اسمعها قبل ثوان.
أنت تقرأ
قصص قصيرة متنوعة
Horrorمشاعر مختلطة...ظروف غامضة...قصص منسية. "احبك...احبك حتى بزوغ شمس العام القادم...حينها يتحول حبي لعشق و بعدها لهيام ليصل لذروته حين افضل الانصهار داخل روحك" نبذات لشخصيات مختلفة... "امي لا تتركيني..لا تتركيني استمر لاني اعلم اني ساندم لكن قلبي لا ينص...