غرفتي

2 0 0
                                    

غرفة مظلمة ضوؤها الوحيد كان ذلك المصباح الرديء على مكتب متهالك ومزدحم بالأوراق القديمة وأفكار ذلك الجليس الذي على وجهه علامات خلو الحياة ونظرة الفراغ، وبيده قلم قطرات الحبر تهبط منه بلا معنى، حتى استفاق من شروده عند دخول ذلك العجوز منحنِيَ الظهر وغاضب الملامح.

"الورق فارغ مثل قلبك."

"فارغ كيف؟ الحبر لطخه!"

ضحك العجوز وقال: "عقلك فارغ مثل تلك الورقة، وخوفك هو من قام بتلطيخه حتى ترضي ذاتك بأنك انتهيت. أرني كلماتك أيها الصامت."

تنهد ولم يجد ردًا سوى النظر حول تلك الغرفة وكيف تملأها الأوراق التي كلما جلس وحده أطلق العنان لعقله وقلبه. بالرغم من صراع ذاته ووجود ضوضاء وعقل ثرثار لا يهدأ، كانت تلك اللحظات يشعر بها بأنه كان هادئًا لأنه أطلق العنان لعقله.

"ستظل تنظر إلى الفراغ هكذا؟"

نظر له بيأس وقال: "لقد انتهت الكلمات."

"لا توجد كلمات تنتهي، ولا يوجد وقت ينفذ. أنت من أصبحت خالي المشاعر، أصبحت فاشلًا عديم الكلمات."

اشتعل غضبه وصرخ عليه: "ومن أنت لتحكم بأنني فشلت؟ أنا لم يعد بإمكاني أن أشعر بأي شيء. في يوم وليلة أصبحت غير قادر، حتى أكلني الظل وأصبحت متهالكًا."

لم يعد يستطيع إكمال حديثه ووضع يده على وجهه يبكي.

"فلترحل، أرجوك. أنت مجرد وحش بداخلي أخاف ظهورك للعلن لا يوجد تساؤلات بعد الأن."

27/6/2024

27/6/2024

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jul 29 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

بدون نهاية||چ.جWhere stories live. Discover now