مدينة فينتاريا
كانت مكانًا عاديًا يعيش سكانها حياة طبيعية آمنة ومملة إلى حد ما يملأوها ضجيج السيارات و ازدحام المرور .
بجوار تلك المدينة الطبيعية، كانت هناك قرية جميلة بها الأنهار الجارية والشلالات الرائعة والورود الجميلة والأشجار الكثيفة التي تتراوح أعمارها بين 80 و100 عام.
كان سكان المدينة يقضون حياتهم المملة طوال الأسبوع، ثم يذهبون في نهاية الأسبوع إلى القرية لقضاء أوقاتهم الجميلة هناك ليستطيعوا إكمال اسبوعا أخر من الملل ، فقد وجدوها مكانا مليئا بالحياه و التفاؤل .
في يوم من الأيام، بدأت الأساطير في الانتشار حول تلك القرية .
انتشرت أسطورة تقول إن تلك القرية التي تبدو جميلة هي في الحقيقة مقابر لدفن الموتى و أن ما يظهر فيها من جمال سيتلاشى فى اى وقت و تظهر حقيقتها ،
وأخرى تقول إن القرية تعرضت للسحر من قبل مجموعة من السحرة ،
ولا أحد يدرى أين الحقيقه ، وهل لأحد مصلحة فى منع الناس من دخول القرية .
بدأ سكان المدينة بتداول تلك الأساطير والتحذيرات من دخول القرية مجددًا ،
فبدأت القرية تدريجيًا تخلو من البشر حتى أصبحت مكانًا جميلًا لكن مع الأسف بلا روح ، فقد صدق الناس كلهم الأساطير كالعاده ، ومضت أعوام على هذا الحال.
في بيت صغير في مدينة فينتاريا ، يعيش المهندس ديفيد وزوجته جين. ديفيد رجل ذو بنية متناسقة ومظهر متوازن، ليس نحيفًا ولا سمينًا، يرتدي القمصان دائمًا ويحب النظارات. لديهم طفلان هما آدم وليلى.
بعد مرور عامين على انتشار تلك الأساطير، كان ديفيد وزوجته يجلسان في منزلهما و يتحدثان .
جين : "أتذكر حينما كنا نذهب إلى تلك القرية الجميلة؟"
ديفيد : " نعم كانت أيامًا رائعة."
جين : "لماذا لا نسترجع تلك الأيام؟"
ديفيد (بنبرة حادة) : " القرية أصبحت مهجورة."
جين : " ما زالت القرية جميلة كما كانت سابقًا ."
ديفيد : " لن نذهب هناك مجددًا، ألم تسمعي الأخبار المنتشرة؟ "
جين : " أنا لا أصدق تلك الأساطير ."
ديفيد : " أتريدين الحقيقة؟ "
جين : " نعم."
ديفيد : " أنا أيضًا لا أصدقها، لكن الاحتياط واجب ."
جين : " ما رأيك أن نستكشف القرية من بعيد، وإذا وجدنا شيئًا مريبًا سنرجع فورًا ."
جين (مبتسمة بثقة): "ولن نجد شيئًا."
