اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
وصلت أصوات العزف على التشيلو آخر الشارع و امتزجت برائحة القهوة كثنائي من الجنة في مثل هذا الجو البارد
اعتاد الجيران على الاستمتاع بأنغامه الحزينة منذ أكثر من خمسة سنوات
يميل برأسه مغمض الجفنين يجوب بأصابعه الرقيقة على أوتار الآلة الكبيرة بين يديه
يتمايل جسده مع كل نغمة و يتغنى بها عقله كمخدر على عقل المدمن
وجد التنفيس و التطهير لمشاعره في ألحان التشيلو منذ سنوات و لم يبك منذ ذلك الحين بل بكت الآلة مكانه في كل مرة منذ أن بدأ بالعزف عليها أصبح أخف و أهدأ مما كان عليه هي من ساعدته على النجاة من كل الرغبة في الموت لا أحد غيرها
عاد إلى أرض الواقع عند انتهاء المقطوعة، وضع الآلة جانبا و تحرك نحو النافذة جذب طرف كمّه الصوفي يمسح الضباب عن الزجاج يحدق في الحي الهادئ في الخارج
طُرِق الباب فسمح للطارق بالدخول يعلم جيدا من خلفه و بالفعل ولجت ماتيلدا ببطنها الكبيرة إثر حملها في الشهر السابع بطفلها الأول
وجدت خادمته الوفية الحبّ في نفس المكان الذي خسره هو فيه "سيدي هناك بريد لك من إنجلترا" تخطى قلبه نبضة و ابتلع ريقه على ذكر موطنه السابق
"من المرسل؟"
سأل يأخذ المغلف من يدها يحاول قراءة ما كتب عليه و قد كان من المحكمة
استغرب من الأمر فقطع الجزء العلوي يخرج الأوراق التي كانت بالداخل
راودته الكثير من المشاعر لكن لم يكن الحزن إحداها بينما يقرأ خبر وفاة والده استقبل الخبر بقلب خال من المشاعر و كأن المتوفي شخص غريب عليه بالكامل
