وحيدٌ للغاية

47 9 5
                                    


اردت أن يلتفت إليّ أحدهُم ولو قليلاً، اردت أن اشعُر بالوجود.



يمشي فوق الرصيف بخطواتٍ متزنة عائدًا حيث مسنكهِ المشترك بينما ذراع حقيبته السوداء يستقر على أحد اكتافه.

الشارع الذي يسير به كان هادئًا،

و الشمس قد غربت بالفعل منذ قليل باعثةً للسماء قبل رحيلها لونًا برتقاليًا يبهر أنظار يونغي المُحدق بها،

هو كان سعيدًا بهذا الهدوء،

رغم أنه يشعُر بالإحباط كونه بقى يبحث عن وظيفة منذ انهائه دوام جامعته حتى غروب الشمس
ولم يجد وظيفة تتناسب مع دوامه في النهاية،

إلّا إنه بدلاً من أن يفكر بالأمر بشكلٍ سلبيّ هو اقنعَ ذاته بأنهُ سيجد واحدًا في النهاية،

و جعلَ من أفكاره أن تتمحور حول جمال السماء و حسب.

و بعد سيره لمدة قليلة هو وصلَ لمسكنهِ أخيرًا،

يونغي أرادَ الوصول سريعًا اليوم،

ارادَ أن يأخذ قسطًا من الراحة بعد أن يأخُذ حمامًا بمياهٍ دافئة يسترخي به.

"مرحبًا جاري"

قطع حالميته صوت جيمين الذي خرجَ من فناء منزلهِ فور رؤيته ليونغي،

و يونغي لم يتوقع رؤيته الآن أيضًا،

في الواقع كان غريبًا بالنسبةِ له أن يظهر جيمين أمامه في كل مرة،

أراد يونغي بشدة أن يتجاهله كما الصباح و أن يدخُل غرفته فحسب،

لكن هذا تصرف غير لائق و لسببٍ ما تصرفات يونغي مع جيمين دومًا ما تكون هكذا.

"ماذا تريد جيمين ؟"

هو تحدث بينما يبحث عن مفتاحه في جيب حقيبته و جيمين تحدث فورًا:

"أخبرني ما هو اسمك ؟"

توقفَ يونغي مُلتفتًا له بعد فتحه لقفل الباب.

"لمَ تُريد أن تعلم ؟ لمَ تستمر في الحديث معي أيضًا ؟"

هو تحدثَ بهدوء كي لا يشعُر من أمامه بالسوء،

رفع جيمين كتفيّه بينما استقرت يداه داخل جيوب بنطاله القماشيّ، قائلاً:

"نحن جيران ماذا إن حصلَ أمرٌ طارئ لأحدنا و احتاج المساعدة ؟ ماذا إن حصلَ هذا معي و مُت دون أن يُنقذني أحدهم؟ يا اللهي مُعجبيني سيحزنوا كثيرًا و سيغضبوا إن علموا إنكَ لم تساعدني هذا سيء"

Fall of the star || سقوط النجم (متوقفة مؤقتًا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن