الفصل الثاني :

17 0 0
                                    


غادر الجناح ملتصق بالرجل المتابع له دس يده في جيب الرجل و حاز على مفتاح الجناح في خلسة سريعة .
&&&&&&&&&&
تهبط الطائرة لنقطة انتظار في مطار على الحدود التركية ، وكزها محذرًا :
- لا تعتقدي بأنه يمكنك التصرف عندما هبطنا إلى دولتك ، سنكمل الرحلة معًا إلى بلغراد .
**
شعر بوخزة إبرة في نصف جملته ، سحبت يدها من فخذه مع ابتسامة تحدي :
- إن كنت تستطيع المشي بعد ثواني ، فقم بإلقاء الأوامر علي مجددًا .
**
اتسعت عيناه في ذهول وهو يضغط على فخذه في موضع الابرة التي غرزتها :
- ماذا فعلت !
**
- لديك مهلة ثواني ، ما ان وصلت الطائرة الى الأرض ، روحك تكون قد غادرت إلى السماء ، استمتع بلحظاتك الأخيرة قبل ان ينتشر السم بجسدك .
**
شعر بشلل جزئي سريع و صعوبة بالغة في أخذ النفس وكأنه يوجد من يخنقه ، تحدث إليها بلسان ثقيل :
- ابنتك ايتها المغفلة معنا ، لماذا فعلتِ هذا !
**
- فعلته لإنقاذ طفلتي ايتها الذكي ، لا أحد يمسها ويستحق العيش بعد ذلك .
**
فككت حزام الأمان ونهضت وهي تنظر إلى تقلبه في سكرات الموت العسيرة ، رفست قدمه وغادرت المقعد ، مشيرة بهدوء للمضيفة :
- المعذرة ، لديه نوبة هلع تجاه هبوط الطائرة ، هلا قمتِ بمساندته .
&&&&&&&&&&&
- ايلام لدينا علم بكل شيء ، حددنا مكان زينب ، ارسلنا عنصر منا ليقوم بانقاذها بسرية دون حدوث أي حادثة .
**
- لا ، وانا سأكون هناك ، انا تركتها في أمانتكم لكن اين هي الآن ؟! انها ابنتي لا يمكنني الانتظار والاعتماد على الآخرين مرة اخرى في انقاذها او حمايتها ، لن اتركها .
**
أهز اردام رأسه غير مستحسن الفكرة :
- العملية حساسة جدًا يا إيلام ، لا يمكنك التدخل ، ثقي جيدًا العنصر الذي ارسلناه محترف ومتمكن لو تعلمين من هو ستثقين به كامل الثقة .
**
- زينب ابنتي ، ابنتي ! سأتدخل طبعاً ، قوموا بتزويدي بالاحداثيات والتفاصيل وحسب ، انا سأتصرف ولن اضر ابنتي مطلقًا .
&&&&&&&&&&
دلف فتحي الجناح مجددًا ، متتبع الكاميرات في خطواته ، حتى وصل بالقرب إليها :
- لماذا انت تسير هكذا ؟! ملتصق بالجدار ؟
**
رفع رأسه يراقب الكاميرا ثم وضع سبابته على شفاهه يحرضها لعدم لفت الانتباه ، همس لها :
- لأني هنا لإنقاذك أساسًا ، لكي تعودين إلى عائلتك لكن لا ينبغي لأحد ان يعرف هذا  .
اشار إلى الشرفة مضيفًا :
- اذهبي إلى هنا بهدوء من هذا الطريق .
**
هرولت زينب كما أرشدها ابيها ، و قد استضاءت عيناها بسرور ، رقبها فتحي ثمة انجذاب ابوي ينبض بداخله ، بنيتها الصغيرة البريئة ، زينب في الرابعة و سبع اشهر من عمرها لكنها تملك بنية جسدية اصغر  و أقصر من عمرها ، مما يزيد ذلك في لطافتها مع جسدها المليئ .  شعرها الأسود الحريري بقصة كاريه قصير مع غرة جذابة تبدو كأميرة فيلم كرتوني ، عينيها السوداويتين المستديرتان .. ملامح وجهها تشابه إيلام لا محالة .
عبث فتحي بالسرير ، جعله يبدو من بعيد كأن زينب بداخله ثم ألتحق بها الى الشرفة .
إتسعت ابتسامتها وهي ترقب قدومه وتلوح له بالتحاقها بحماسة كأنهم في لعبة الاختباء و المطاردة ، وصل إليها و اصطادها من خاصرتها و رفعها للأعلى بمرح حتى اصبحت في مستواه ، داعب خديها المتكوران كتفاحة طرية ثم قبلها  :
- أحسنتِ ! يا لك من فتاة ذكية و شجاعة ، بطلة ، لم تخبرينني ما هو اسمك ايتها الأميرة ؟
**
- زينب .
**
- زينب ! اسمك رائع و جميل مثل صاحبته .
أدخلت انملها الصغير في خط غمازته وهي تدقق النظر إلى وجهه ، تحدثت وكان فتحي يميل الى صوتها البريئ الناعم شديد الرقة :
- انت تشبه أبي كثيرًا .
**
قبل إصبعها ثم خاطبها بصوت متشوق :
- حقًا ؟ ان شاءالله تكون لي الفرصة برؤية شبيهي بعدما نخرج من هنا .
قهقه وهو يمعط انفها و اضاف في دعابة :
- يا ويلك مني إن كان ابيك ليس وسيمًا بقدري .
**
- أبي وسيم جدًا جدًا جدًا ، لكن انا لم أراه ، أبي شهيد .

عودة فتحي ( مسلسل العهد) .Where stories live. Discover now