• ون شوت •

14 3 5
                                    

🔸 ما زلت اشعر بدفء يديك 🔸

جلست شابة جميلة وحدها على مقعد الحديقة في تلك الليلة الباردة حيث تتساقط الثلوج بخفة لتزيد الجو برودة ... أخذت تحاول تدفئة يديها بفركهما معاً ... مرت نسمة هواء باردة جعلت خصال شعرها البني المختلط بخصال شقراء يتطاير بخفة فمرت على بالها ذكرى جميلة جعلتها تبتسم لبرهة ... و هي تقول في نفسها : أجل في مثل هذا اليوم البارد المثلج كنت معه ... كان يمسك يدي بتلك اليد الدافئة ... رغم برودة الطقس كانت يده دائماً دافئة ...

رفعت نظرها للأعلى بهدوء و قالت في نفسها : ترى ... هل تمسك إحداهن بتلك اليد الدافئة الآن يا ترى ؟؟

فأغلقت عينيها لتعيش الماضي لبرهة ... حتى تعود لتلك الأيام التي اوصلتها الى هنا ... حيث كان عليها الذهاب إلى عملها الجزئي كالعادة ... فخرجت من المنزل بسرعة و بيدها حقيبتها و بعض الأكياس التي تحتوي على اغراض استعارتها من صديقتها و عليها اعادتها ... ركضت بسرعة و هي ترتدي سترتها و وشاحها فقد كان الجو بارداً ... و حالما وصلت لموقف الحافلات اخذت تلتقط انفاسها بهدوء ثم جلست على كرسي الانتظار و وضعت الأكياس على الارض ...

كان هناك شاب يجلس بجوارها لكنها لم تلتفت له بل ظلت تنظر لشاشة هاتفها المحمول و انشغلت بقراءة الرسائل تمامًا ، وصلت الحافلة و كادت تتحرك و هي لم تنتبه و بقيت ساكنة مكانها ... و قبل مغادرة الحافلة سألها الشاب : ألن تصعدي ؟ أم انك تنتظرين احداً مثلي ؟؟

حينها رفعت نظرها وجدت الحافلة تكاد تغلق ابوابها و تغادر فحملت حقيبتها و ركضت بسرعة و صعدت إليها و مباشرةً اغلقت ابوابها ... ارتاحت على احد المقاعد الشاغرة و اخذت تراقب الطرقات من خلال زجاج النافذة ، و بعد فترة من سير الحافلة و بينما كانت تفكر بمواضيع مختلفة حتى فكرت بما عليها القيام به في هذه اللحظة : ما علي سوى ايصال الأكياس إلى مايا ...

و فجأة تذكرت الاكياس فأخذت تبحث حولها : أين هي ... انا متأكدة انها كانت معي عندما خرجت من المنزل !

و خيل لها صورة لمقعد انتظار الحافلات و قد عادت لها ذكرى الاكياس الموضوعة ارضًا : نسيتها على الارض بجوار المقعد !!

ثم زفرت و امسكت برأسها بكلتا يديها : و الآن كيف سأستعيدها !

فنظرت الى ساعتها : من الجيد انني خرجت مبكرة ... تبقى ساعة على موعد الوصول .

شعرت بنبضات قلبها تتسارع فماذا لو فقدت الاكياس و ما بداخلها ، فهي قد استعارتها من مايا و هي امانة عندها !

كم كانت مهملةً و تصرفت دون تفكير ، كان عليها أن تكون حذرةً اكثر !

اخذت نفسًا و تمنت أن تجدها عندما تعود ، كان الاتفاق أن تسلمها قبل التوجه للصالون ، لكنها الآن مضطرة للعودة و البحث عنها ، و حتى إن وجدتها لن يكون لديها الوقت الكافي لـ لقاء مايا و تسليمها الاكياس .

• ما زلت اشعر بدفء يديك •حيث تعيش القصص. اكتشف الآن