"لا تقترن بي"
-" بلاش تجارب هتعود عليك بالدمار وبلاش في لحظة غضب تتحول لبنى آدم جبار، متنساش دُنيتك دي فانية مش دايمة هتبقا تحت التراب الـ أنتَ منه وهو منك، متثقش حتى في صحبك لأنه ممكن يسببلك في انهيار."
بإحدىٰ المدارس الثانوية الخاصة بالفتيات فقط كانت هُناك مجموعة من الطالبات يلتفون حول بعضهم البعض بشكلٍ دائري وهُم يتسايرون بِعدة أمور كثيرة لا تُعد ولا تُحصى من بين قهقهاتهم الصاخبة تحدثت فتاة من بينهم تُدعى هيام بخبث شرير:
-"تعرفم يا بنات أنا عندي ليكم معلومات إنما إيه حاجة كدا تجنن مش زي قصص ريم الـ ملهاش طعم ولا ريحة حتى. "
ضحكت الفتيات على كلماتها وهُم ينظُرون لريم التي تنظرلها بضيق جاهدت لإخفاءه وهي تبتسم باصطناع:
-"طب ممكن تدهشينا بكلامك الـ مفيش منه إتنين دا! "
هسهست هيام بصوت منخفض وهي تنظر لها بتحدي:
-" جبتلكم شوية أسرار عن القرين بتاعكم الجني الـ ملازمكم طول حياتكم لحد ما تموتو "
هُنا وتعالت الهمهمات بإعجاب لما تقوله فهم معلوماتهم لتلك الاشياء تكاد تكون مُنعدمة من الأساس:
صدر من ريم استنكار واضح وهي تشابك يديها الاثنان أمام صدرها:
-"ويطلع ايه القرين الـ بتقولي عليه دا؟؟ "
أعدلت هيام طرحتها ببرود وتكبر عليها قبل ان تُردف بـ:
-" لو عاوزة تعرفي أقفي قدام مرايتك لوحدك الساعة 12 بالليل في العتمة وأنتِ هتعرفي أنا اقصد ايه؟ ولو معملتيش كدا هقول للمدرسة كُلها إنك بتحبي ابن المدير وخلي الكل بقا يعرف ويهيص على الآخر ولا إيه يا ريم؟! "
ابتلعت ريم ريقها بتوتر واضح والتفتت بسرعة وهي تركض مُبتعِدة عنهم وهي تُجفف دموعها التي أغرقت وجهها حتى وصلت لمنزلها ودلفت لغرفتها بدون حديث إقتربت من المرآة بشر وهي تنظر لها بتركيز شديد ولكن لم يحدث شيء لتبتسم بسمة مميتة وهي تتوعد لهيام بالغد بتلقينها درسًا لن تنساه طيلة حياتها للأبد.
حَل الليل سريعًا لتقبع فوق سريرها تلهو بهاتفها غير ملاحظة الوقت وكم الساعة الآن
رفعت نظرها صوب المرآة مرة آخرى وهي تفكر بالأمر وتُعيده بتفكيرها ترددت كثيرًا في البداية لكنها في الصباح لم يحدث معها شيء فالبتأكيد كانت هيام تقصد فقط السخرية منها والتقليل من شأنها أمام صديقاتها
لِتُنهي نقاش عقلها وتفكيرها السودوي فقد سارت حافية الأقدام تجاه المرآة وهي تشاهد انعكاسها بها نفخت وجنتيها بملل مما تفعله حقًا وكم الغباء الذي تفتعلُه الآن.
مرت دقيقة والثانية والثالثة وعشر دقائق لرُبما حتىٰ ولم يحدث شيء غريب لتبتسم بمضض وهي تُطبِق على كَف يدها اليُسرىٰ تحاول التحكم في أعصابها قليلًا.