روحي

37 4 4
                                    

ذهب ببطئ يجلس بجاورها واخذ كفها قَبله ثم احتضنه بقوة بيده وكأنه يريد اخذ كل المها داخله وظلوا ينظران لبعضهما لفترة قطعتها روان بقولها المتردد الصادم بعد سحب يدها منه:

- مش هينفع نكمل مع بعض يا رائد ..انت تستاهل حد احسن مني.. مش هقدر اظلمك معايا.

صمت لثواني يستوعب ما تفهوت به تلك الحمقاء الا تدري ان قلبه متيم بها؟ الا تدري انها روحه واذا ابتعدت عنه يصبح بلا روح؟

امسك بيدها بين كفيه يضغط برفق معاتبا لها في قوله :

- انتي روحي ومحدش بيسيب روحه ، انا لو كنت مكانك هتسبيني ؟ انا هفضل معاكي.. عمري ما اسيبك .. يا روان يوم ما اسيبك هو يوم موتي فهمتي ؟ .

نظرت له بعيون ترغرغت بالدموع قائلة بصوت مبحوح:

- بس انت متستهلش تكمل حياتك مع واحدة عاجزة ومشلولة نسبه وقوفها تاني اقل من٥٠ في المية مينف...

قاطعها رائد ضاغطا برقة على كفها قائلا بنبرة حازمة لينة:

- اوعي تقولي كدا تاني او تتكلمي في كل دا تاني انتي حياتي ومن غيرك حياتي متسواش.. انا بحبك بكل اوضاعك واعتبريني يستي ضهرك ورجلك الل تتصلبي عليهم دا انا اشيلك على دماغي العمر كله وهنحاول مع بعض نعدي الازمة دي ينور عيني وهنتمسك بالامل الصغير دا وهتعملي العملية وهتخفي وتمشي تاني وانا معاكي في كل دا وحتى لو لقدر الله العملية منجحتش انتي عجباني في كل حالاتك انا معاكي على المرة قبل الحلوة ها اتفقنا؟

اومأت له وهي تستمع لكلماته والدموع تنهمر من عينيها بصمت .
فاحتضنها رائد واخذ يمسد بيده على شعرها وظهرها وهي انفجرت بالبكاء متمسكة باحضانه كانها الملجئ الوحيد لها والحصن المنيع من الدنيا.

وبعد فترة ليست بطويلة خرجت من بين ذراعيه وهي تقول  :

- متسبنيش يا رائد اوعى تعشمنى وتسبني في نص الطريق انا محتجالك اوي بجد.

رفع اصابعه يمسح وجهها من الدموع قائلا مطمئنا اياها:

- مش هسيبك يروح رائد انتي روحي ومحدش بيسيب روحه !!

وبعد قليل اتت العائلة الصغيرة يتحدثون تارة بطمئنة روان وتحسين نفسيتها.. وتارة اخري يمزحون معها للترفيه عنها.

اتى خالد الي عندهم وقال ان الطبيب سمح بذهابها من المشفى غدا بعد ان تفك جبس يدها والاطمئنان كليا عليها.
ف فرحوا جميعا وقرروا الذهاب والمجئ في اليوم التالي للاطمئنان عليها ورزان قامت بالمبيت مع روان.

اوصل رائد عبد الحميد والجدة الى منزلهم ثم قام بايصال سلمى الى منزلها.

....
اوقف السيارة ثم اعتدل في جلسته ناظرا الى سلمى وما هي الا لحظات وقام باحتضانها متاسفا بقوله:

- معلش يا روحي معرفتش اقعد معاكي انهاردة نعوضه يوم تاني.

قالت له بعد ان تركته متأففة:

- دا لو عرفنا ما هي فاقت بقا وهتقرف عشيتنا.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 01 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

روانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن