صدح صوت ضحكاته عاليًا مِن أقوال طبيبته النفسية،
التي كانت بدورها تنظر له بـ طبيعية،فقد اعتادت عليه
كذلك.تكلم وهو يشهق من ضحكاته:
-أوه سيدتي الطبيبة لا تفشلين
في إضحاكي دوماً!،سيدتي أنا
أعلم تمامًا ما بي ؛ لا تقلقي....
سأتخطى هذا الشيء الأحمق
بعقلي حتى وإن كان علي أن
أُفجر جُمجمتي ضِد الحائط،
الخاص بِي،في بيتي..نظرت إليه بهدوء ثم أردفت:
"سيد شُغموم هذهِ أشياءٌ ليس
عليك بها إستهزاءُ،هذه أشياء
قد تجعلُكَ على شفىٰ جُرفٍ
هارٍ تنهار بك في اللا معروف
والغير مقبول.-إسمعيني أنسة أفروديت،
انا أعلم كل هذا،لكنني ببساطة
لا أهتم هُناك ما هو أهم مني الآن.
أهم من صحتي العقلية،لدي عائلة
أُعيلها تحتاج كُلّ فِلسٍ في جيبي.
لذا فأنا سأوفر لهم المال الشحيح!؛
الذي تتصدق علي به الدولة،لأن دولتي
تأخذ راتبي الأحمق وتمنعني من دخول
بلادي لأنها تراني إرهابي خارج مِن
السِجن الأكثر حماقة.وكلٌ مَن خرج
من ايّ مِن تلك السجون في دولتي
العفيفة فهو له التُهم المُلفقة،حتى
وإن كان ظلماً،اظنكِ تعلمين هذا أنستي!.قالها «شُغموم» بـ جدية جاهلة،
نظرت له الطبيبة بإستنكار:
سيد شُغموم، إلهي أنتَ رجلٌ
مُتعلم!. كيف لك التفكير
بهذه الطريقة!،صحتك العقلية
مهمة لكي لا تؤذي أولادك،ولكي
لا تعيش حياتُكَ في خوفٍ يجرفك
إلى هاوية لا تعلم سرها ولا تعلم
ما قد يصير بك.صمت وأستقم مِن على مقعده وقال وهو
خارجاً:
لا تزال عائلتي تحتاج جل الأموال بجيبي.
لا تقلقي،لن تُقنعيني.نظرتْ لهُ بأسىٰ وصمتت
وهي تتذكر بداخلها ما قرأته في
كتاب 1984:
الحرب هي السلام
الحرية هي العبودية
الجهل هو قوة.فهو عبدٌ بعد أن تحرر،
كان حُراً في المعتقل،
تمامًا هو كان مِثل تلك
الدولة التي تناضل في وسط
الإحتلال وتتثقف وتتعلم،
بعد أن ينجليّ الإحتلال..فالجهل عِندهم يكون النصفين،
ومن يكون ذا أخلاقٍ أو ثقافة
أو دين يقولون عليه«مستشيخ».النخوة فيهم تنعدم..
يتوارى إعتذاذهم بالإسلام الثَّرى..هم أنفسهم قد فقدوها.
____________________
______________
_________وضعوني في إنـاءْ
ثُمّ قالوا لي : تأقلَـمْ
وأنا لَستُ بماءْ
أنا من طينِ السّمـاءْ
وإذا ضـاقَ إنائـي بنمـوّي
..يتحطّمْ !
**
خَيَّروني
بَيْنَ مَوتٍ وَبَقاءْ
بينَ أن أرقُـصَ فوقَ الحَبْلِ
أو أرقُصَ تحتَ الحبلِ
فاخترتُ البقـاءْ
قُلتُ : أُعـدَمْ.
فاخنقـوا بالحبلِ صوتَ الَببَّغـاءْ
وأمِـدّوني بصمـتٍ أَبَـديٍّ يتكلّمْ !ثورة الطين،احمد مطر.
___________________
__________
_______"حياتي تعيش موجة مِن الصيف القاسِ،متى الشتاء؟".
-نحن في بداية الربيع يا احمق.
-ربيع!،اوه اظنه ربيعًا أفريقياً،نسيمًا صحراويًا..جافٌ
شتاءً،رطبًا حارًا في باقي فصول عُمري التعيس.حواري مع صديقي صِديق كان قصيراً كـ عادة
شتاء عُمري.حوارٌ متكلم يتحدث لغة الصمت..
معقد. مثلي.
لا زال يدُور كلام تِلك الطبيبة-الخرقاء- في
عقلي..هل بالفعل أحتاج العِلاج؟،لكنني احتاج
كُل سِنتٍ في جيبي؛لأجل أن أُطعم أولادي..لكن ..يدور مرةً أُخرى في خُلدي انَّ الأولاد،
وأمهم يحتاجونني.. انا شخصيا لا أموالٌ
ستنتهي عاجلًا أو أجلًا..لأننا سنموت!، لا يجب عليّ
أن أترُكَ نفسي للهلاوس كي
تَقتلُني او تُقتلُني - تجعلني
قاتل.اظنني قد أُرجح الخيار الأخر بالفعل،
لن أتوانى أبداً عن قتل من عذبني
نفسيًا،وجسديًا،وعقليًا.عن تعذيبه بنفس الطريقة التي
عذبني بها.تلك الطريقة التي جعلتني مجنوناً..
لن ندخل في التفاصيل الآن.
كل شيء له آوان.
ولم يأتي إلى الآن آوان الحِكاية.
ــــــــــــــــــــــــ
أنت تقرأ
صيفٌ قاسٍ مِن العمر.
Short Story"حياتي تعيش موجة مِن الصيف القاسِ،متى الشتاء؟". -نحن في بداية الربيع يا احمق. -ربيع!،اوه اظنه ربيعًا أفريقياً،نسيمًا صحراويًا..جافٌ شتاءً،رطبًا حارًا في باقي فصول عُمري التعيس. -صيفٌ قاسٍ مِن العُمر،عائشة البدوي. التصنيف: قصة طويلة رواية سياسية العا...