| Part 1 |

419 46 16
                                    


دائمـاً كنبغيو نهربو و نبعدو على فوضى العالم ، نبعدو على كل الناس لي دايرين بينا و ما يجي منهم ، نبعدو على ريوسنا لي مابقيناش كنعرفو و لا نفهمو ، كنبغيو نهربو بعيد على داكشي لي كيضرنا و كيخلينا مخنوقين ،  بعيد على خوفنا من الأيام و شنو كتجيب  معاها ، كنبغيو نلقاو راحة ذواتنا و عقولنا ، نلقاو داكشي لي كيرتاحو فيه قلوبنا ، نوصلو للبلاصة لي حلمنا بيها و فيها غنلقاو راسنا ..

بالرغم من الأقاويل لي كتدّعي أن الانسان ادا اختار الهروب ماكيستدعيش الامر انه يسافر لبلاصة اخرى و خاصو يحاول هو يبدل من راسو و يكون مختلف ، لكن شي مرات باش تبدل من راسك و تكون مختلف خاصك مكان آخر و ناس آخرين غيساعدوك على هادشي حيت عمرك غدي تتبدل فالمحيط لي تسممتي و مرضتي فيه ، غتبقا ديما فحال شي ساعة ماخداماش ، مستسلم فحال شي غريق وسط المحيط ماعندو حتا طوق نجاة ، و فينما غتبغي تزيد براسك خطوة للقدام غيتطلب منك الأمر تخسر بزاف الحوايج من راسك ، غتبقا كترمي فيهم من روحك و ذاتك  فحال شي سفينة مثقوبة من گاع الجوانب و باغا تعتق راسها ..

ماعرفتش شنو علاقة تأمل السماء بالهروب ، يمكن حيت كنحسو ان اي حاجة زوينة محتاجينها كتنزل منها ، أو يمكن داك التأمل كيخلي الانسان يرتاح و يكون عندو أمل فأن كلشي غيتقاد ، لكن بشكل من الأشكال داك المنظر الفاتن من إبداع الخالق كيبدل شي حاجة ، كيعطيك إحساس أنه جايينك شي حوايج خـارج تصنيف المتوقع ، حوايج زوينة غيوقعو بلا تخطيط منك ، شعور الـصـدفـة بطعم حلو و لاذع ، حوايج غتكسر عجلة التكرار و غيخليوك تتنفس بعدما كنتي كتخنق داخل قوقعة الروتين ..

لـكـن واش حـتـا هــي كـانت كتفكر فـهـادشي ! ماقدرتش نجزم من خلال نظراتها و هي كتتأمل السماء من ديك النافذة الصغيرة ، الفرق هنا أنها ماكانتش كتتأملها من نافذة غرفتها و لا سطح دارهم فحال أي واحد فهاد الحالة ، كانت كتتأملها من زاوية قريبة ، أو إن صح القول كتتأمل السماء من وسط السماء ، و هي جالسة فطيارة العائلة الخاصـة ..

حـتـمـاً الهروب عندو علاقة بالسـمـاء !! ..

فاقت من سهوتها على صوت البيلوط كيعلمها انو غيستعدو للهبوط ، و موراها تحل باب صغير و دخلت بنت شقراء بملابس رسمية أنيقة ماكتبينش انها مضيفة طيران ، و هادشي زاد بان ملي استأذنت منها و جلست قبالتها و دارت السمطة هازة التابليت ديالها كتشوف فيها قبل ما تهز راسها فاش وصلها صوتها الهادئ ..

_ تأكدتي من الحجز  ..

الماندجر : (ردت بلباقة و ابتسامة لطيفة) وي ميس الأمور كلها تمام كوني هانية ..

_ (بجدية) عائلتي مابغيتهمش يعرفو بأي شكل من الأشكال ردي بالك ..

الماندجر : (بلعت ريقها) غدي ندير جهدي ..

شافت فيها لثواني كأنها كتأكد عليها و قلبت عينيها مكملة تأملها فالنافذة كتشوف منظر الأراضي الكندية من الفوق ..

| RASTËSI |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن