خَطيت خطواتي الأولى داخل عتبة المَنزل واشعر بالأدرينالين يتدفق بعروقي اشعر بعضلات جسدي تنقبض بخوف وتوتر..... وَقعت نظراتي على مُحيا رجل في بداية الأربعين ينظر لي بأستنكار وخيبة امل.... عَينيه الزرقاء تحمل برودة قاسية، كان يرتدي بدلة سوداء وعاقد ذراعيه لصَدره كان مهيبًا كما كان دائمًا..
لاحظتُ مُحياه ومظهرهُ .. كان لا يزال نحيفًا كما كان دائمًا، طويل القامة وعريض المنكبين، ومع ذلك كان هناك تصلبًا جديدًا في حركاته، وكان شعره مرقطًا بخطوط رمادية وفضية، تتطابق مع عينيه.
"أرى إنك قَد عُدت....أمضَيت خَمس أعوام بعيدًا عنّا، هل لَديك ما تقوله لِنفسك؟"اقتَرب عِدة خطوات رشيقة صامِتة على الأرضية الخشبية...لم يمنحني فرصة للرَد.. "لقد تسَببت بخيبةِ أمل لعائِلتنا.. لم يُعرف عن آستور طَوال تاريخها بذَهاب أحد افرادها للسِجن!" نبرته كالنِصل تقطع الهَواء كان من الواضِح إنه يَشعر بخيبة أمل وحتى اشمِئزاز!
وضعُت عَيني بعَينه وتنَهدت بأحباط وخفضت نظرتي عَنه.... لم احتمل نَظرة الإزدراء منه
"لا تتَجرأ وتبعِد عَينيكَ مني مَرة اُخرى... أنظر لي عِندما احادثُك وتحَمل عَواقب ما تقَدمتَ بهِ..." نَبس بصوت منخفض مُهدد
"لَقد كُنت دائِماً مُخيب للآمال، انتَ وصمة عار عَلى إسم آستور، كان يجب أن اجعَلك تَتحلل في زنزانتُك القذرة في السجن"
". لا تذكر السجِن مرة اخرى.. أرجوك" نَبست بغضب وإحباط
التف فمه إلى ابتسامة داكِنة قاسية "ولِما لا؟ إنه المكان الذي تنتمي إليه، ففي نهاية المطاف، أنت مُجرد مُجرم". * كان صوتهُ حريريًا ومثيرًا للسُخرية لقد كان يتلذذ بغضبي، ويؤججه بكلماته حتى لا يزيد روحي إلا خجلًا وذنبًا
"يجب أن تُقبل مَداسي شُكرًا" قترب خطوة أخرى وعيناه كأنها تُحدق بروحي " بفَضلي أنتَ لم تعُد تتعفن في تلك الزنزانة القذرة كالحَيوان البَري الخَطر،كان يَجب أن أدَعك تتعرض للتعذيب لبقية حَياتك البائسة."
نَبس بأزدراء وخَرج من الغرفة كأنما مجرد وجُودي يؤذيهوقفتُ مُسدل الكَتفين خافِض رأسي؛ قولهُ كان كالضَباب الكثيف على قَلبي، نَبرته ونَظراته بمثابة لَكمة لأحشائي. اغمضتُ عَيني؛ خُطوات حذاءه الجِلدي ترُن بأذني وَمع كل رَنة ينقبض قَلبي بأسى حَتى تلاشت مع ابتعاده...
رجاءً ادعموني بنجمة وتعليق بسيط للأستمرار....
أنت تقرأ
إندِثار
Teen Fictionما حزتُ يومًا التفضَيلا لا عِند اهلٍ ولا أحبابِ مضى رَبيعي ولا حضنًا يحتويني وَيلي أهل خلقتُ من نارِ!