في بعض الأحيان، تكون العزلة مفيدة. تبعدك عن الناس ومشاكلهم. هذا ما كنت أظنه، وكنت مقتنعًا به تمامًا، حتى بلغت الثامنة عشرة من عمري.كنت أراقب الجميع من بعيد، أصنفهم في رأسي: هذا متنمر، وذاك محترم، وآخر يجب الابتعاد عنه. لم أقترب من أحد. كنت أبحث عن صديق محترم، ولم أجد.
مع الوقت، تغيرت رؤيتي. كنت هادئًا، وشخصًا مثل عمر، زميلي، كان يتحدث نيابة عني. يجيب على أسئلة الأستاذ بدلاً مني، يأخذ أوراقي، ويقوم بكل ما أحتاجه. حتى جاءت أمي يومًا وقالت: "يجب أن تعتمد على نفسك. لن يخدمك أحد طوال حياتك."
بقيت كلماتها تتردد في ذهني. بدأتُ أنزل للسوق وحيدًا، أساوم على الأسعار، وأذهب للمدرسة لدفع الرسوم. شيئًا فشيئًا، تعلمت الاعتماد على نفسي.
وعندما بلغت الثامنة عشرة، بدأت أشعر بالوحدة. ابتعد أصدقائي عني، وأصبحت مجبرًا على اتخاذ قراراتي بنفسي. قررت الانخراط في المجتمع واكتساب مهارات جديدة.
انضممت إلى العمل التطوعي. في البداية، كنت أختار المهام التي تبعدني عن الناس. كنت أراقب الامتحانات أو أسلم الأغراض. لكن، في أحد الأيام، وجدت نفسي في مهمة تتطلب التفاعل مع الجمهور. كنت مسؤولًا عن منصة تتحدث عن "المجتمعات الخضراء". في البداية، شعرت بالخوف. أنا لست شخصًا اجتماعيًا! لكنني قررت أن أجرب. بدأت أتعلم وأتدرب. ومع الوقت، أتقنت المهمة.
كانت هذه التجربة نقطة تحول. اكتشفت جانبًا اجتماعيًا في شخصيتي لم أكن أعرفه.
تعلمتُ حينها بأن الانخراط في المجتمع ضرورة، خاصة في هذه المرحلة العمرية، حيث نحتاج إلى مهارات التواصل وبناء العلاقات.
YOU ARE READING
في لمح البصر
Randomتعيش الشخصية الرئيسية في مزيج بين الواقع والخيال و برغم الأوهام التي تعيشها إلا أنها جاهدت بكل ما لديها من قوة للبقاء على قيد الحياة.