كان يوماً غريبا لانه تغيير لمسار حياه بأكملها... تعليم وحياه إجتماعية ومستقبل وأحلام قد تبدلت وتغير كل ما فيها ولكن يد القدر شاءت أن تكون لهذة الاسره مسارا اخر ... وبدأت السياره فى التحرك مخلفة وراءها ذكريات وأماكن وأشخاص ومستقبله لآخرين.. وصلت السيارة للقريه الصغيرة المطله على نيل مصر الأجواء فى القريه كما هو شأن الكثير من قرى مصر فى اواخر الثمانينات...هدوء يسود انحاءها مفتقده لكثير من التحضر ولكن لها مذاق خاص فى رائحه هوائها وبساطه العيش فيها... وكنت انا بطل هذه القصه ..على .. رغم حداثة سنى الا اننى قررت منذ تلك اللحظات ان تتحول عيونى لكاميرات تصوير وذهنى لشرائح الكترونيه تدون وتسجل كل شيء ...وفى سطورى القادمه سأروى بكل التفاصيل عن قصه اكثر ما اقول عنها انها ....نقاء قلب .
. لنبدأ من المدرسه الابتدائيه كانت مدرسه مكونه من طابقين مطله على شاطئ النيل مباشرة امامها فناء المدرسة الكبير ولكنه ليس محاطا بسور وكأنها الحريه الفصول هادئه بها ابناء الريف بملابسهم الغير منظمه بألوانها الصارخه وحقائب القماش ووجوه ترقب ابن المدينه الغريب كأنه من كوكب اخر ...وحاولت ان اتكيف معهم حتى لا اكون غريبا فعلا ولكنى جلست فى اخر الصفوف وكأنى ارقب وادرس فى تفاصيل اقرانى حتى استخلص منهم صديقا.... وكنت اجيد الرسم جدا وتمر الأيام وانا على حالى فى. مدرستي لا اصادق أحدا حتى إذا ما رن جرس الفسحه يخرج الاطفال الى الفناء ومنه الى. بيوتهم الريفيه اما للطعام او لاى غرض ثم يعودون الى المدرسه بعد دقائق..حتى اذا ما انقضي اليوم الدراسي... ذهبت الى المنزل البسيط الذى استاجرناه...وفى تلك الأوقات يعتبر من يستأجر بيتا فى الريف عيبا او خللا ....ثم اذهب الى الدرس الخصوصي...وهنا وقفه.كنا نجلس على الحصيرة الخوص امام سبورة صغيرة ومدرس كبير فى السن ومعنا دفاتر مصنوعه فى مطبعه القريه من بقايا الاوراق التى كانت فى دفاتر المدرسه .... ويبدأ الدرس والاجواء البسيطه فيه ونعود....وقد اشتهر بين الطلاب تكوين مجموعات خاصه للمذاكرة يكونها الطلاب فيما بينهم بنات او بنين مكونه من اربع او خمس طلاب كل يوم فى بيت أحدهم او اذا كان هناك بيت احدهم كبيرا فتكون مجموعه الطلاب عنده فى استضافته.......