2

232 5 0
                                    

لم تفكّر قطّ أنّ حياتها المملّة كما سمّتها ستؤول لما ٱلات اليه هذه الليلة دفعة واحدة ربّما كانت تنتظر بعض التغير الطفيف بهذا الروتين المملّ بحياتها الباهتة الألوان فقد دأبت على إعادة سيناريو النهوض و الذهاب للكلية كل صباح بملل و العودة مساءا بإرهاق و تكرار نفس العمليّة للعام الثاني على التوالي منذ قدومها لتونس العاصمة للدراسة بكلّية الٱداب و العلوم الإنسانية و لم تعتقد يوما أنها ستقابل رجلا وسيما كالقمر مُهابا كالجبل تنقذه من رصاصة بالخصر كادت تودي بحياته ..
عقّب بصمت و لم يُجبها بل إكتفى بإغلاق جفنيْه بكلّ برود متجاهلا إياها
"أنا أسألك هاااي "
صرخت بطبلة أذنه كادت تثقبها مما جعله يرمقها بحدة لترفع حاجبيها تستفزّه بسخرية
"تشه ..أنت الٱن مُعلّق يين السّماء و الأرض و بفضلي أنا و التي هي أنا
و كانت تشير لنفسها موجّهة إصبعها السبّابة نحو صدرها
" لكنت الٱن تُسأل من ربّك ..هيا أجبني من أنت و كيف فتحت الباب و هو مغلق بالمفتاح من الداخل ..و"
"ششش "
صرخ بصعوبة و قد إحمرّ وجهه من الغضب لتناضره بإستفزاز جعله يتّخذ لحاف السرير عجينة يكاد يمزّقه تحت قبضته
"اششش انت و كفى تأمرا لست خادمة عند أمّك ..تشه ..و الٱن سأتّصل بالشرطة
أنهت تهديدها لتمسك هاتفها متجهة نحوى لوحة الأرقام بالهاتف بكل برود من ثم نضرت إليه مجدّدا بتملّق و قد إقتربت من حافة السرير
"أمامك فقط ثلاث ثواني لتجيبني ..واحد ..إثنان ..
كانت تعدّ بأصابعها ببطء مستفزّ قصد غيضه لينضر لها بتوعّد و قد عجز عن النهوض ليجذبها نحوى صدره تحت غفلة منها ..وقع هاتفها أرضا و وقعت هي بدورها مصطدمة بأضلع صدره الفولاذية و قد أمسك كلتا معصميها جاعلا ذراعيها خلف ضهرها فلم تستطع الحراك و هاهو يحكم جيّدا الإمساك بها بقبضة واحدة حيث جمع بين معصميها بيد واحدة فرفعت وجهها الملتصق بصدره بصعوبة
"أنت يا رجل المافيا..أفلتني و إلا و الله.. و الله سأصرخ"
حاولت الصراخ من فورها غير أنّه أغلق فاهها بيده الأخرى جاعلا إياها مقطبة جبينها عاقدة حاجبيها تناضره بغضب بينما تضلّ تصدر أنينا مكتوما دون إنقطاع فقد ألامها على الأغلب وجود مشبك ٱدمي حول معصمها
"و تهدّدين أيضا أيتها القصة الصغيرة .."
ضلّت تتخبّط بين ذراعيه كالفرخ المذبوح و سرعان ما عضّته عضّة ليست بالهينة بكفّ يده و مائن أزاح يده عن فمها قليلا حتى رفعت رأسها بسرعة تصرخ " النجدة ..النجدة لص لصصص"
ليجذبها من مقدّمة رأسها بقوة هذه المرة لكنّه مصاب حديثا فخانته قواه المزعومة ليطلق أه تألم قوية مفلتا إياها من جميع قبضاته لتسرع للوراء مبتعدة عنه قدر الإمكان و راحت تصرخ به بينما يضلّ يتلوّى من الألم
"الله الله ..في منزلي و تريد قتلي..لا تعال و أضربني ..تعال لا تخجل .."
صرخت به تشتمه و راحت تتحسّس معصمهيها المحمرّين و قد علقت بهما ٱثار حمراء جرّاء قبضته الحديدية تلك لتعي عليه يتنفّس بصعوبة و قد دخل في نوبة من السعال الحادّ دون توقف ليتملّكها الخوف و قد إمتقع و جهها و وجمت مكانها
"يا رجل المافيا أخبرني ماقصة هرائك هذه ..هل أنت بخير ..لا تخبرني أنّك ستموت هنا و انّ عليا نقلك للمشفى مرة أخرى .."
كان يتنفّس بصعوبة و قد أمسك جرحه بيده يحاول النهوض
"يي أبرح مكانك لا تتحرّك ..لا تتحرّك جرحك لا يزال مفتوحا
صاحت تتجه نحوه تعيده للخلف ليمسك معصم ذراعها اليمنى يشدّها نحوه بعنف حتى كادت تسقط فوقه و من يين زفراته يحاول النطق بينما إنسدل الضباب يغشّي عينيه
" ستريْن ماسأفعل بكي إن نجوت "
و سرعان ما بدأت أصابعه في التراخي تاركا معصمها ليغمض عينيه بهدوء فأخذت تشهق و تدور حول السرير تمسك جوانب رأسها تتمتم
"مات...مات ..رجل المافيا مات ..و لن يسامحني بالعالم الٱخر"
إتجهت نحوه تتجسس نبضه فأطلقت زفيرا مسموعا بأرياحية فور إدراكها أنه لازال يتنفّس لتسرع و تفتح الضمادة و قد سال الدم من بين جنبيها لتعيد تعقيم الجرح و تضميده و لفّ لفافات من الضمادات حول خصره حتى لا ينفتح الجرح مجددا و تهترئ اللفافة و مائن أن أنهت تعقيم كامل جسده حتى دثرته جيدا و قد قصدت المطبخ تعدّ له شيئا من الحساء الساخن
نزعت حجابها تطلق شعرها البني القصير خلف أذنهيها و مائن أن إنتهت حتى أحذت تحدّث نفسها بينما تحرّك الشربة حتى لا تلتصق بقاع القدر
"هل عليا حقا إخبار أحدهم أن رجلا أسودا مصابا برصاصة في منزلي و ينام فوق سريري..اوه سريري المسكين الضعيف لن يقدر على تحمل ذاك الفيل الزرافة يتقلّب فوقه...اووو أنا حقا ٱسفة ولدي الصغير أسفة لن أستطيع النوم عليك بعد الٱن ..أنك تخونني مع ألدّ أعدائي "
نطقت بتحسّر درامي
"أنتي مخبولة "
شعورها بأنفاس حارة تضرب رقبتها العارية خلع قلبها من مكانه لتتجمّد أطرافها عن الحركة فلم تقوى على الإلتفات و أغمضت عيناها و ضلّت تردّد
"أعوذ باله من الشيطان الرجيم أعوذ بالله من الخناس الوسواس "
مما زاد من إقترابه و إلتصاقه بها من الخلف و قد وصل رأسها لمنتصف عضلات بطنه فكان يغطيها بالكامل محاصرا إياها بين كلتا ساعديه فبدى كالفيل حقا لامست شفاهه شحمة أذنها الناصعة البياض لتحمرّ خجلا و قد تسمّرت دون حراك حتى ملامحها تسمّرت في حالة ذهول
"بما تتفوّهين بحق الجحيم..هل ابدو لكي كشيطان حقا "
أدركت ان الذي يهمس الٱن بأذنها ليس بالشيطان الجني بل الإنسي لتدفعه بقوة عنها بعد أن إستدارت ليقع من فوره متألما فموضع الجرح مازال ملتهبا من ثم تسرع نحوى المقعد ترتدي خمارها و راحت تصرخ به و قد إحمرت بالكامل
"أنت..يااا كيف تجرؤ على ..على رؤية شعري هممم....شعري الجميل كان من حق زوجي المستقبلي فقط رؤيته ...كيف تجرؤ على النضر اليه بعده كيييف ..ياربي سامحني يا ربي لا ذنب لي في هذا "
قالت منهارة ب عدم تصديق و قد شقّت وجهها علامات الإنصدام لتضع يدها فوق فمها نافية برأسها ممسكة بقلبها في ٱن واحد أما هو فبرغم ألمه ذلك الذي قطّعه فور دفعها إيّاه فقد كتم بصعوبة قهقهة تنفلت بأعجوبة من بين ثغره لتدرك بتول أن الرجل ملقى على الأرض و يأن
"تستأهل ...و الله تستأهل مايحل بك .."
تجاهلته بينما ترمقه بغل
"أنتي يا مجنونة تعالي و ساعديني على النهوض بسرعة و إلا سينفتح الجرح" .
نطق بلهجة ٱمرة
"لا و الله و تأمر ..هه من تضن نفسك ..قليل أدب..مت سألقي جثتك في القمامة لا تقلق عليها "
تكلمت دون أن تلتفت ناحيته
"ستدفعين ثمن كل ما قلته "
حاول الإتكاء على المقعد جانبه غير أنه لم يقدر ليعاود مسك جرحه بألم بليغ جعله يتعرّق
"أرجوكي..إنّي أتألم "
هدّئ من روع صوته قدر ما أمكنه مستعطفا إياها فلو لا كانت بنيته شديدة القوّة و التحمّل لكان في عدادا الموتى الٱن
"عليك أن تعتذر اولا لرؤيت
ك شعري و أقسم أنك ستنسى ما رأيت "
قالت دون إكتراث لأمر تخبّطه من الوجع
" حسنا...أعتذر ..أنا أعتذر و أعدك اني سأنسى مارأيت"
قال مطاوعا إياها بصوت مهزوم مبحوح مما جعلها تبتسم برضى و تتجه نحوه تساعده على النهوض ليتكئ على كتفها الصغير حتى كاد يسقطها ارضا مع ذلك تحاملت على نفسها و أعادته لسريرها تحمل بيدها صينية الشربة
"هيا أشرب حسائك الدافئ و الا ستموت خلاياك من الجوع "
قالت دون ان تنضر اليه لكنه اوقفها
"لا أستطيع الأكل وحدي..كل جسدي مُكسّر "
نطق بصوت متعب
"تستأهل هذا بسبب أفعالك الشيطانية"
تنفس بهدوء كاتما إنفعاله فأنضرو ما حلّ بزعيم المافيا الذي يهابه من يعرفه و من لا يعرفه مجرّد ذكر إسمه يصيب ألدّ أعدائه بالتبوّل حالا ..الكلّ يهابه و يهاب طلّته المصحوبة بهالته المرعبة تلك ! هالة سوداء مضلمة تسحب كل من يعترض طريقها داخلها! و كل من يضحى رهين تلك الهالة لا يخرج منها حيا أبدا
لم يجد ٱدم ما يفعل غير إنصياعه كالدبّ الوديع مطأطأ رأسه بإذعان لتجلس مقابلة له بينما ترمقه بغلاضة
"هيا ..إفتح فمك"
كان منضره مضحكا و هو ينصاع لأمرها فاتحا فمه ٱ و قد كانت تنفخ على الملعقة مرارا قبل إدخالها في فمه دفعة واحدة ملهبة حلقه
حملت شيئا من الثياب من خزانتها متوجّهة نحوى غرفة الجلوس
إرتدت ملابسها و التي كانت عبارة عن

✨رجل المافيا ✨Where stories live. Discover now