"كيف تجرؤ على التنصّت علي "
صرخت بإرتباك و قد إحمرّت وجنتاها بينما توجه إصبعها السبابة نحوه مضيقة عيناها
"لم أكن اتصنّت ..فقط ..مررت بالصدفة"
أجاب و قد إعتدل في وقفته بيْنما يحكّ مؤخّرة رأسه متفاديا بريق عيّناها الوضّاء ..فهو يضلّ يربكه بإستمرار ..
"ممم مالذي تفعله هنا اذن"
قالت برضا كاتمة إبتسامة تكاد تفرّ من بيْن شفتيْها في ضنّها انّه لم يستمع إليها
"كما اخبرتكي..مررت يالصدفة"
"كيف حال جرحك"
قالت بينما تلعب بأصابعها
"إنتهى أمره و لم يعد جرحا .."
هتف مركّزا بعدسة عينيها .. لم يدرك كليْهما كم مرّ من زمن تواصل النضرات ذاك ..لكن نضراته كانت ثاقبة ..قوية ..فاحصة بدون حياء لتغضّ بصرها وقد تداركت نفسها
"..إذنننن مادام أمر جرحك بخير ..ف...سأرحل الٱن ..نهاية أسبوع سعيدة "
بإقتضاب نطقت لتتخطّاه بيد أنه اوقفها قبل أن تتجاوزه ببضع خطوات
"..لم تخبريني..."
إستدار كلّ منهما يواجه الٱخر بلهفة
"..أ مزال ذاك الرجل الأسود يلاحقكي"
"ممم لا ..لم أره منذ ذاك اليوم..لما تسأل"
"لاشيئ..فقط أردت التأكد..."
"خذي..هذا رقم هاتفي..يمكنكي الإتصال بي متى شئتي"
ثبّت بيدها بطاقته الشخصية التي بات لا يمتلكها بهذا العالم كله غير إثنين هو و هي...فليس بالهين البتة إمتلاك بطاقة ٱدم الملكي الخاصة..و قد يُضطر المتعاقدين معه للإرتشاء و الإنتضار لأشهر للحصول على شيئ من المعلومات الثانوية التي تخصّه ...أما معها ..و بوجودها ..فالأمر مختلف تماما..
حوت البطاقة رقمه و عنوانه و مقر إقامته و عمله و رقمه الثانوي
"ااا شكرا"
تسلّمتها متشكرة بأدب ..ناضرته بحزن و كأنها تودعه ..يالى العجب ! ..لم تحضى برؤيته هذه المرة سوى بضع دقائق ققط..لم يعجبها ذلك البتة ..أنه سيغادر الٱن و هي ستغادر بدورها أيضا ..كان بودّها إنشاء شجار صغير معه على الأقلّ ...و ربما بنشوب الجدال قد يستمر الحوار لدقائق أخرى تُخزّن في صناديق ذهبية من ذاكرتها ..أقسمت قطعا أنها لن تنسى تلك المشاهد أبدا و ستضل تعيد ترتيب أحداثها قبل منام عينيها كل ليلة ..ف ربّما قد تحضى برؤية ٱدم ثانية.. و ربّما لن تراه أبدا (في إعتقادها)..و قد تراه فعلا بنفس المكان و لن يكتفي المرة القادمة و ان سنحت الفرصة الا بسلام عادي و بإبتسامة خفيفة على الأكثر و ربما أيضا في مقابلة ثالثة قد يكتفي بالإيماء او قد لا يعيرها من إهتمامه شيئا... ..و ..قد ينساها ...!
و هي هل ستنساه..اهكذا ستنتهي قصة رجل المافيا خاصتها...نعم...ربما بإنتهاء أمر جرحه..ينتهي أمرها بالنسبة له أيضا ..
"..هل انتي بخير "
لوّح أمام ناضريها يفيقها من شرود عميق في الاّشيئ
"انا...نعم ..بخير ..شكرا على البطاقة"
ناضرته و عيناها تصرخ﴿لا تتركني أذهب..لا تنهي المحادثة بيننا..أرجوك ﴾
"..أخبريني ..هل هناك شيئ ما يخيفكي ..او يقلقكي"
أردف بعد ان لاحظ هدوئها و شرودها الغريبين
"انا...نعم..لا...في الحقيقة...
سكتت مطأطأة رأسها ..
"نعم أكملي انا أسمعكي جيدا. ..أخبريني أرجوكي و لا تصمتي..مابكي "
إقترب منها و قد ربّت على كتفها بحنوّ لتكمل بصوت خافت شبه مسموع بعد أن إرتخت جفونها و قد أحسّت بشيئ من الراحة بتواجد ذراعها تطوّق كتفيها
" لا أعلم كيف أخبرك لكن ..أشعر ان هناك من يتبعني و يراقبني دائما.."
كان منضرها مضحكا جدا يينما كانت تهمس و قد اتضح له كم هي جبانة و هشة و كم اعجبه انها تفطنت بحاستها البديهية السادسة أن احدهم يضل يراقبها و يتبع تحركاتها بإستمرار
حاول ما أمكنه كتم ضحكاته التي افتضح امرها فيما بعد و تحولت لشبه قهقهات ليحجب وجهه عنها يسارا و قد غطّى فاهه بكفّ يده
"ماااذا...تسخر مني...كيف تجرؤ" ضربت ساعده براحة يدها بقوة و قد كادت تتجاوزه لكنه جذبها من مرفق يدها يعيدها للخلف نحو صدره
"انتضري بربكي..انا اسف..لم أقصد السخرية ابدا"
"هيهيي..لم تقصد السخرية"
قلدت صوته الخشن لتكمل و قد تقسّمت ملامح وجهها من شدة غضبها و حرجها
"و الله لم أقصد السخرية.."
حرّرت ذراعها من مشبك قبضته التي ٱلمتها
".. امزلتي غاضبة"
نطق بهدوء لتتجاهله بعدم رضا ..فتضل ترمقه على جنب
"حسنا...انا ٱسف"
نطق بصوت مهزوم لتشعر بالرضا و قد هدأت ملامحها مع انها لم تبد ذلك له ..بل كان شعورا داخليا ..فإكتفت بالتنهّد مطوّلا و التزمت المحافضة على ملامح البرود
"لم تخبريني ..من هذا الذي يراقبكي
"لا شان لك "
"اووو بتوول"
احست بالنبض يتسارع بقوّة محدثا جلبة بكامل جسدها فخترق قلبها و رئتيها ..حنجرتها ..و كامل اوصالها حين ذكر ٱدم إسمها .. فخشيت لو سمع صدى نبضها المرتفع ليتعرّق جبينها و قد تجمّع اللعاب في أقاصي حلقها فلعقت شفتيها الشاحبتين عدة مرات ..
"انتي بخير"
وعت على نفسها محاولة أخذ أنفاس عميقة دون أن ينتبه لها..مع أنه إنتبه لها لتجد نفسها مجبرة على التجاوب معه
"انا...لا أعلم في الحقيقة و لكن هناك سيارة سوداء طالما اشعر بتواجدها خلفي
"مم"
حاول إبداء إهتمامه و قلقه..نعم انه يمثل امامها فهو من أمر تلك السيارة بتتبعها قصد اثارة خوفها و هاهي خطته تنجح فإبعادها عن ناضري جدّه هي خطته الوحيدة الٱن
" ربما عليكي الإنتقال من المنزل بتول..فلا شك ان أحد الأعداء يتتبعكي
"يتتبعني.. و لما يتتبعني "
قالت بصوت مرتج و قد جفت ملامحها
"لا تقلقي..مادمتي بحوزتي ..لن يمسّكي شيئ"
أشعرها كلامه بالإطمئنان لحد كبير لتنهال عليه بوابل من الأسألة
"و ماذا عليا ان أفعل الٱن ..و لماذا لديك أعداء ..و من هم هؤلاء الأعداء ..و ماذا يريدون منك ..و مااذ يريدون مني.."
"أشش... هذه أشياء ليس عليكي معرفتها أو القلق بشأنها الٱن..فقط عليكي الإنتقال من ذلك المنزل لمكان أكثر أمنا و أمانا "
"كيف سأنتقل لبيت اخر..و هل تعتقد ان البحث و إيجاد ييت غير هذا البيت سيكون بالسهولة التي أنت تتخيلها "
"ليس عليكي القلق أيضا حيال هذا...تستطعين البقاء بمزلي"
"يي هكذا ..أستطيع البقاء بمزلك..أنت تحلم.."
هذا مالم يتوقعه رجل المافيا..أن مهوسته سترفض السكن جواره ..فهي ليست بالسهلة ابدا و ربما لن ترضخ له ابدا .. فلم يعجبه جفولها في الرد و رفضها السريع دون تفكير فهو يكره و بشدة أن يُرفض أمره و لا يُطبّق و خاصة أن الخطر محدق بها فعلا فعليه أن يتصرف بسرعة و يجعلها تحت جناح حمايته و الٱن قبل غد ..مع ذلك فهو لن يجرؤ أبدا على إجبارها بشيئ او مجرد أن تأخذ عنه فكرة انه متسلط الرأي متحكّم ..ببساطة لم يرد ان تعلم بشأن ذاك الجانب المكروه منه..
"حسنا كما تريدين...فقط اردت مساعدتكي.."
نطق بغضب مكتوم محاولا المحافضة على هدوئه
"شكرا على مساعدتي ..و لكن لما لا تكلم أعدائك و تخبرهم أن يتركوني و شأني"
"يي هكذا "
قلّد صوتها لتضربه بساعده بقوة في غفلة منه و قد صرخت بوجهه
"غبي ..لما تقلّدني .. "
YOU ARE READING
✨رجل المافيا ✨
Romanceهما الجنة و النار في إختلافهما المشرق و المغرب في تباعدهما الماء و النار في طبيعتهما الملاك و الشيطان في عدائهما فكيف لكاتب القدر أن يُدبّر لقائهما