[COMPLETED]

207 18 490
                                    

سقف أبيض باهت، عينان زرقاوتان عطوفتان تحدقان بي بقلق، وتحملان وعدا بقدم الزمان.

كان ذلك اول ما رايته عندما فتحت عيني بقوة، أدركت بسرعة بأنني لم أعلم من أكون بغض النظر عن معرفتي لاسمي.

شعرت كما لو ان شاحنة مرت فوقي ثم مضت، اخيرا قررت الانتباه إلى الواقف امامي والذي يرمقني بقلق.

"هل انت بخير؟"

سؤال نطقه بعد لحظات جعل ضحكة ساخرة تفلت من فمي، حقيقة لست أعلم.. هل كنت بخير حقا؟

'رأسي يؤلمني كالجحيم، هل أبدو لك بخير؟ '

بصقت تلك الجملة على مضض ورمقته شزرا، اندهشت بشده من الصوت الذي خرج عدائيا ووقحا إلى حد كبير والتمثال امامي بدا قلقا بشاني، لحسن الحظ بدا بأنه يحمل قدرا من التسامح واللطف جعلاه يبتسم بارتياح ويطبق فمه بصمت.

بذكر ذلك، لازلت لا اعرف اسمه، ولست اعرف اي شيء عدا اسمي.. من انا بحق؟ كيف عشت حتى الآن؟ وكيف انتهى بي المطاف هكذا؟
الكثير من الأسئلة في ذهني ولا إجابات تروي تساؤلاتي، لكم ذلك بغيض..

قد هدأ الم جسدي قليلا وبقي الم طفيف في راسي، حاولت الاعتدال في جلستي وساعدني الشاب في هدوء، الان بت أكثر انتباها للمكان من حولي..

غرفة نوم كبيرة نسبيا، جدران حجرية مطلية باللون الأبيض، نافذة كبيرة في الجانب الأيمن من الغرفة، وسرير مريح، لا يوجد الكثير من الاثاث عدا خزانة الملابس وطاولة صغيرة جاورت السرير

باختصار، انها غرفة بليدة للغاية، كلاسيكية للغاية، خلت من اي بهرجة أو الوان عدا الأبيض، بسيطة ولكنها مرتبة بعناية

إنها تروقني بشدة

نظرت للشاب وقلت 'غرفة جميلة'

ابتسم الشاب واجابني" انها غرفتك، لقد قمت بترتيبها بما يناسب ذوقك"

آه، الان أفهم سبب شعوري بالراحة

"اسمي هو ايثان، اليس كذلك؟ لست اذكر شيئا عدا ذلك"

الشاب نظر الي بصدمة وعيناه مثبتتان علي، لم يبد بأنه ينظر إلي على وجه الخصوص، كان ينظر لاشياء لم ارها ويستحضر العديد من الأمور

شيء آخر أدركته على الفور..

لسبب لا استطيع فهمه، ذلك الرجل سعيد.

حبيس أفكاره حيث تعيش القصص. اكتشف الآن