♡"لست ممن يبحثون عن لفت الانتباه انا الانتباه بحد ذاته"♡
في تلك الليلة، كان الظلام يُرخي ستاره على المدينة كما لو أنه يحاول إخفاء ما ستشهده الأزقة والشوارع من أحداث. في قصر آل مانريكي، وداخل تلك الغرفة المعزولة عن الضجيج الخارجي، جلس بلاسكو على حافة السرير، نصف عارٍ، جسده مشدود لكن عقله كان متراخيًا، يتجول في عالم بعيد... عالم خالٍ من الواقع الذي أثقله منذ فترة طويلة. لم يكن يدرك أن تلك اللحظة من الهروب ستنتهي قريبًا، فقد سمع صوت الباب يُفتح ببطء.
ظهرت والدته، وكأنها قطعة من الأناقة المستوردة من عوالم الحفلات الباذخة. شعرها الأسود اللامع كان مصففًا بعناية فائقة، يتمايل بانسيابية مع خطواتها الواثقة. فستانها الأسود المرصع بالريش الأبيض كأنه يعانق جسدها، وصندلها ذو الكعب العالي يصدر صوتًا كأنه يعلن عن قدومها في كل خطوة. وقفت على باب الغرفة، نظرتها الحادة تثبتت عليه، وكأنها تقرأ أفكاره الهائمة.
"أنا ووالدك ذاهبان إلى حفلة في قصر آل آدمز... أتوقع أن تكون على قدر المسؤولية أثناء غيابنا يا بلاسكو."
قالتها بنبرة هادئة، لكن كلماتها كانت محملة بشيء من التهديد الخفي.تجاهل بلاسكو الشعور الذي يجتاحه كلما تحدثت إليه بهذا الشكل. هو شاب جامعي الآن، لماذا تستمر في معاملته وكأنه طفل؟ اكتفى بالنظر إليها ثم تمدد على السرير الضخم مجيبًا بصوت خافت:
"حفلة سعيدة، أمي."
بهدوء، أغلقت الباب خلفها، وبدأ صوت كعبها العالي يتلاشى في الممر الطويل. ما إن تأكد من ابتعادها، حتى قفز من سريره كمن وجد فرصة ثمينة. أمسك هاتفه واتصل سريعًا.
***************************
حيث توجد تلك الغرفة المنيرة في ذلك المنزل الذي يظهر بأن أصحابه ذو نفوذ كانت أضواء الحاسوب تتغير في كل حركة فيه حيث يوجد ذلك الشاب يلعب و كأنه على أرض الواقع لكن و هاهو كان على وشك الفوز رن هاتفه برناته المعتادة فوق المكتب ليبعد سماعة الرأس بإنتفاضة ثم حمله ليظهر الاسم الذي جعله يبتسم و كأنه على معرفة بالخبر القادم
"أهلًا بلاسكو... ماذا هناك؟"
على الجانب الآخر، كانت ابتسامة بلاسكو مشوبة بنوع من المكر وهو يجيب بعدما اصبح الان حرا دون مراقبة و هو الان على وشك فعل ما يريده او ما كان يخطط له من زمان:
"صديقك في طريقه."
أغلق الخط، لينهض من مقعده مبعثرا شعره بسعادة و كأنه طفل في الخامسة قد حصل على حلواه توجه نحو خزانته يرتدي بذلة سوداء مخصصة لراكبي الدراجات النارية ليفتح باب غرفته بسرعة نازلا في الدرج
ينظر لأمه الجالسة بإراحية فوق الاريكة ذات الفراش المنمر ترتدي شورت أسود حريري يعكس لون بشرتها البيضاء الصافية، مع قميصها القصير ذو الحمالات الرفيعة كانت تبدو و كأنها في العشرينات بشعرها الطويل الأسود الداكن و عينيها الزرقاوتان اللتان كانتا تبدوان كالبحر الهادئ في وقت الفجر
أنت تقرأ
Strawberry blood○دماء الفراولة
Romans"انا لا اطارد...انا اجذب...و من ارادني سيبحث عني " "لمعلوماتك...انا اضرب الشباب"