49

98 14 1
                                    

<لا ترفع أحدا>

"سيريس، سيريس..."

فوجئ سيريس في لحظة ما بأنه كان على ركبتيه على الأرض، معانقًا خصر ديارين.

كانت ديارين تحتضنه وتربت على رأسه، محاولة تهدئته.

ركز سيريس على لمسات ديارين التي تتدفق عبر خصلات شعره.

بمرور الوقت، بدأت الأصوات المزعجة التي كانت تتردد في أذنه تتلاشى.

بدأت أنفاسه المتسارعة تهدأ تدريجياً.

"هاه..."

"تنفس بعمق... كل شيء على ما يرام، كل شيء على ما يرام. لا يوجد ما يخيفك هنا. هذا ليس ساحة قتال."

صوت ديارين كان واضحاً تماماً. عندها فقط، أومأ سيريس بعينيه وضبط بؤبؤيه. بدأ تنفسه يهدأ تدريجياً. لم يكن في العربة بعد الآن. تلاشت شظايا الذكريات التي كانت تدوي في رأسه. سرعان ما نسى سيريس حتى ما كان يفكر فيه. ما كان يراه هو ديارين فقط.

"......آه....."

"......هل استعدت وعيك؟"

نظرت ديارين إلى سيريس بفرح.

بفضل الرياح، تدفقت الدموع التي كانت قد تجمعت في زوايا عيني ديارين وسقطت على خديها.

انعكست أضواء الشارع على عينيها وكأنها نجوم.

استحوذت عيني سيريس على المشهد. نظرت ديارين إلى سيريس بتمعن، بينما كانت الرياح تلاعب شعرها. كان إحساس الشعر الذي كان يلامس خديه يجعل سيريس يعود إلى الواقع.

"......"

ظلت ديارين صامتة وواجهت سيريس بتلك النظرة الثابتة. رغم سقوط الدموع، إلا أن عينيها اللامعتين لم تختفيا بسهولة.

"هل أصبحت أفضل الآن؟" سألت ديارين، وهي تترك خد سيريس الذي كانت ممسكة به. دخل الهواء البارد إلى المكان حيث كانت يد ديارين. لم يعجب سيريس النسيم البارد، فعبس جبهته.

"أليس كذلك؟ لا زلت لا تشعر بتحسن؟"

تفاعلت ديارين بحساسية مع تغير تعبير سيريس. شعرت يديها، التي كانت تداعب رأسه، والقدرة المقدسة، بأنهما استعادت قوتهما. استسلم سيريس للأجواء الدافئة التي تحيط به وأغمض عينيه.

"......ديارين."

"نعم، أنا هنا."

أجابتها عندما نادى. ارتخت زاوية فم سيريس. كان يشعر بالراحة. بعد أن كان غير قادر على تحمل حتى نعومة سرير خلفه، أصبح الآن يبحث عن الدفء. بعد أن استعاد سيريس استقراره تماماً، رفع جسده الذي كان متكئاً على الأرض.

"هل أصبحت أفضل الآن؟"

"نعم."

"آه، الحمد لله......"

تحويل كلب مجنون الى سيد شاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن