79

45 6 3
                                    

<حياة النبلاء>

ديارين حبست أنفاسها بصمت. الكلمات التي خرجت من فم سيريس كانت أقوى بكثير مما توقعت.

"لون الشعر... الموت..."

"..."

كان سيريس يردد نفس الكلام مرارًا وتكرارًا. لون الشعر، الموت. كان يعني أن إعادة لون الشعر الأصلي ستؤدي إلى الموت.

'الموت؟'

لم يكن هذا تهديدًا عابرًا أو تعبيرًا مبالغًا، بل كان كلامًا ينم عن خوف حقيقي من الموت.

صوت سيريس كان مفعمًا بالخوف العميق من الموت. كان قد صمد في ميادين القتال حيث الموت والقتل جزء من الحياة. الموت الذي يخشاه الجميع كان بالنسبة له، بشكل متناقض، أبسط مخاوفه. لكن الآن، سيريس يخشى الموت.

'الذكريات؟'

في عقل ديارين، بدأت الخيوط تتصل ببعضها. قبل انضمام سيريس إلى الفرقة الثامنة، تم حجب ذكرياته، وكانت تلك أيضًا عن طريق السحر. السحر يمكن أن يتداخل مع سحر آخر حتى لو لم يكن ذلك عن قصد. وسيريس مُحاصر في نوعين من السحر.

الذكريات والشعر. كان من الواضح أن هناك علاقة بينهما. كان سيريس يشعر برعب غريزي كلما تطرق الأمر إلى ذكرياته، وكان رد فعله الآن مشابهًا، بل أشد قليلاً. هذا أكد أن شعر سيريس مرتبط بذكرياته بشكل وثيق.

"أووو...!"

لكن، لم يكن هذا هو الوقت المناسب للتنقيب عن الحقيقة. كان سيريس يتألم بشدة. فبادرت ديارين بسرعة إلى احتضانه وتهدئته.

"توقف، توقف. لا بأس."

"أوه..."

"لا تحتاج إلى فعل ذلك. كل شيء على ما يرام. أنا آسفة."

"أوه... ها..."

كان سيريس يلهث وهو يدفن وجهه في صدر ديارين.

عندها أدركت ديارين بشكل مباشر مدى صعوبة وألم استعادة الذكريات بالنسبة لسيريس.

نعم، ما الفائدة من التسرع في ذلك؟ لنسير ببطء.

الأهم الآن هو ألا يتألم سيريس.

ربتت ديارين على ظهره وأطلقت نفسًا عميقًا، مهدئة الجو بينهما.

"أوه...، أخرج أنفاسك. أوه..."

"هُو، هُو... أوه..."

كان سيريس يتبع أنفاس ديارين وشيئًا فشيئًا بدأ يهدأ.

كان ظهره الذي كان يرتعش بشدة يعود تدريجيًا إلى حالته الطبيعية.

أخذت ديارين لمحة سريعة على سيريس.

كان وجهه الذي شحب لونه يعود تدريجيًا إلى طبيعته.

كم كان صعبًا عليه.

تحويل كلب مجنون الى سيد شاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن