"لماذا ، لم تأت الى المدرسة البارحة"
ايقضتني كلماتها من شرودي و تفكيري المفرط، فأدرت رأسي نحو "سول " و اجبتها
"لقد ذهبت لتوديع اهلي في المطار البارحة ، اظنهم وصلوا لنيويورك بحلول الآن "
تابعت سيري نحو الصف الذي كان العديد من الطلبة يحتشدون حوله على عكس المعتاد بينما تتابع "سول " كلامها
"بالمناسبة ، لقد كان احدهم يبحث عنك بالامس"
"صبي ؟!.... من عساه يكون ..؟" قلت ذلك متابعة مشيي
" لقد انتقل البارحة لصفنا ، أنه رياضي "
" بعد اربع اسابيع من الدخول المدرسي؟ أظن أنه حتى الرياضيون عليهم ابداء المزيد من الاهتمام ازاء دراستهم "
كنا قد وصلنا للباب بمجرد انهائي لعبارتي ، حيث وجدت عديدا من الطلاب متجمعين حول احدى الطاولات ، اغلبهم من الفتيات اللواتي يتكلمن بصوت اجش و يدعين الظرافة ما اجده شخصيا أمراض مزعجا و تاعها ، تنفست الصعداء ثم قلت بصوت مسموع :
" ان الجرس على وشك ان يرن ، رجاءا فلتعودو لصفوفكم و مقاعدكم !"
آنذاك برز رأس أشقر داكن من بين تلك الرؤوس ، و تقدم نحوي ذلك الفتى الطويل حتى بلغني ، ظللت احدق بوجهه الجميل الذي بدى مألوفا بعينين ضيقتين
(أين رأيته يا ترى ؟...)
" بايك ها جين ، ها نحن نتقابل مجددا "
قال ذلك مع ابتسامة عريضة و خبيثة بعض الشيء على وجهه .صمتت قليلا عاقدة حاجبي بينما احدق بوجهه ، ثم رفعتهما بمجرد ان تذكرت
(انت !!)
"عذرا ، لا اظننا التقينا من قبل "
ابتسمت ابتسامة الطالبة النموذجية المثالية المعتادةقلت ذلك بنبرة واضحة لكن متوترة كون جميع التعليم كانت ملقاة نحوي ، بدأ قلبي يخفق بسرعة ، ليس بسببه لكن بسبب قلبي الاجتماعي و كون هذا الموقف غير معقول أبدا
رن الجرس ~
نظرت للأعلى ثم قلت :" علي نداء المعلمة بما انها لم تحضر بعد ! "
ثم ذهبت راكضة و انا بصعوبة اتمالك نفسي من ان يتوقف قلبي او ان اهوي على الارض ، ان القلق الاجتماعي امر جاد !!
جلست على الدرج و انا التنفس بقوة ، حتى جاءت
"سول " مسرعة و هي تبحث عني" ها جين ، هل كل شيء بخير ؟؟ "
تنفست نفسها طويلا و انا أقول :
" حسنا ، هذا امر يطول شرحه ، سأخبرك كل شيء من البداية ، لكن في الإستراحة "