كنت افرش فراشي على الارض بينما اختي التي تصغرني بسنتين و نصف تنام على السرير المنفوش الجميل
خرجت عن صبري و هدوءي
" لماذا انا من ينام على الارض ؟!"
" حينما نرحل ستستمتعين بهاذا السرير جيدا ، لهاذا فهو لي الليلة"
"بالمناسبة اين سيون ؟"
"لقد ذهب مع ابي ، سيبيتون في منزل عمي الليلة "
" اراهن بأن منزله جميل ، شقته تطل على نهر هان "
عم السكوت الغرفة بمجرد انتهاءي من ما كنت افعله و رفعت رأسي لأجد اختي غطت في نوم عميق بالفعل ، حدقت فيها بشفقة قليلا ثم توجهت نحو المكتب و سحبت كرسيه لأجلس عليه و وضعت قلمي جوار دفتر مذكراتي امامي ، آنذاك سمعت صوت اختي و هي ترتجف بسبب نسيم سيول البارد ، رفعت لحافها لكتفيها و توجهت نحو النافذة لاغلقها ،
القيت نظرة خاطفة من النافذة قبل ذلك و وجدت شخصا في الاسفل عند جذع الشجرة ...
شعرت بالفضول فنزلت لأتفقد الامر ، كان الجميع نائمين بالفعل ، السكينة تعم المنزل و الظلام يخيم عليه .
اكره الظلام ، و بشدة ، اكره حينما اقلب عيني في الظلام و ارى ظلال طويلة تتحرك ببطء ، الامر يرعبني ، لكنني تعلمت التعايش معه ، في النهاية لا احد يود سماع نحيبي .
اجهل ان كان الخطب بعيني ام لسبب آخر ، لكنني توقفت عند الدرجة الاخيرة من السلم الذي ينزل لبيت السيدة بارك و انا احدق في الزاوية الفارغة تماما تحو الباب الخارجي الذي كان شعاع بسيط جدا من ضوء الشارع الباهت الذي كان يقل بتَرَوٍ حتى سمعت باب الخارج يغلق ،
ظللت احدق نحو نفس البقعة ، كانت الستائر حول النافذة اقل سُمْكا من ان تحجب تماما نور الشارع ، حاولت البقاء ساكنة بينما تعتاد عيناي على الظلام فتبرز ملامح الردهة ، لكن ذلك الظل بدأ بالتحرك ، نحوي ....
تحركت نحو الامام فاذا بي اهوي نحو الارض اذ تبين انني كنت اقف في الدرجة الرابعة و ليس الاخيرة ، هرعت يونا نحوي ذعرة و هي تصرخ
"ويلي ! هل اصابكي مكروه ؟!"
بمجرد ادراكها لكون الساعة تجاوزت الحادية عشر بالفعل وضعت كفيها على فمها و تلفتت في الارجاء لتتأكد ان العمة بارك لم تسمعها
"مالذي تفعلينه في الخارج في مثل هذا الوقت ؟! لقد ظننتك لصا او شبحا !!"
رفعت يونا حاجبيها ثم اصدرت ضحكة مكتومة ، كان منظرها بديعا جدا و هي تحاول الا توقظ امها بضحكها غير المبرر بينما ابديت انا وجها هادئا ذو تعبير مستغرب
"الهي.." قالت و هي تمسح دموع الضحك عن عينيها مردفة "لا تزالين ظريفة ~ ، لو كنت مكانك لقفزت من الذعر ، لكنك تبدين مثل هذا التعبير الهادئ في مثل هذا الظرف ، تبدين انضج من عمرك بكثير ، جيني ~"