كان ذلك الموقف يبدو مألوفا ...
هل هذا حلم ؟...
The big blueالمحيط الازرق الكبير .. كنت اغوص ببطء في المياه الباردة ، احساس غريب و خامل اشبه بالموت ...
اعطي ظهري لسطح المياه و استمر بالغوص عميقا وسط ذلك الهدوء القاتل ، كان هنالك فتى يغرق امامي
كان وجهه ضبابيا و معتما و رغم ذلك كان يبدو يائسا للغاية ، متيما بفكرة الموت
بدأت بالغوص نحوه بسرعة ، بينما كانت عتمة الاعماق تبتلعه شيئا فشيئا ، كنت اسرع اكثر و اكثر لأصل اليه و امنعه من الموت ، لا اريدي ان يلحقني نفس الندم مرتين ، ابتسامته البائسة كانت مروعة بالنسبة لي ، انا التي كنت بالكاد احبس انفاسي و امد يدي ، اكاد ان اصله هذه المرة ، سأمنع الاعماق من ابتلاعه ، حينما اخيرا وصلت اليه و اصبح وجهه الضبابي يكاد يظهر ...
" جين ! جين ! استيقضي !!"
اخي الاصغر الذي كان يجلس بقربي كان يوقضني بصخب عبر هز كتفي بطريقة همجية تكاد تخلعه من مكانه
"انظري ! وصلنا سيول! "
كانت عيناه تشع ببريق و بهجة ، مليئة بالحماس و هو يخرج رأسه من نافذة السيارة المفتوحة كجرو صغير حيث كانت المطر الخفيف يرش ، رغم كونها بداية الربيع الا ان الجو كان باردا للغاية ، على الارجح لكونها سيول ، و على الارجح انه السبب الذي جعلني احلم انني اغرق في مياه باردة ، بمجرد ما تذكرت انه ايقضني من حلمي في اللحظة الحاسمة التي كنت سأكتشف فيها وجه ذلك الفتى اعتراني غضب شديد و رحت اصرخ فيه
" ياه ! لماذا ايقضتني ؟! ثم لما جلس انا في الوسط بينما انا الكبرى ؟! " قلت ساخطة و لكن ليس بصخب
ردت امي التي كانت تجلس في الامام
" اراد اخوك فقط ان يريك سيول بما انه متحمس ! ثم لا تغضبي من اختك ، تعلمين انها سيئة مع السيارات "كانت اختي الاصغر مثل عارضات الازياء ترخي رأسها قرب النافذة بينما الرياح تتلاعب بشعرها الاسود الطويل .
اخرجت رأسي من النافذة مع اخي و الرياح الباردة تتخبط في وجهينا بينما السيارة تمشي بسرعة و تتيح لنا النظر اى جمال سيول و بريقها في المساء ، قلت بصخب بينما يصارع وجهي الرياح
" هل اقتربنا من الوصول ؟"
" لم يبقى الكثير ~" رد ابي من خلف المقود و زاد سرعته
بعد نصف ساعة من التجوال العشوائي في شوارع سيول بينما يحاول ابي تذكر مكان عيش عمتي ، و بعد بضع اتصالات مع عمي وصلنا اخيرا لمنزلها ، كان جميلا ذو ثلات طوابق الثالث اغلبه عبارة عن سطح و على الارجح انه يعطي اطلالة خلابة خاصة في المساء
"من يصل اولا ضفدع !"
قال اخي و هو يسابق اختي نحو الاعلى ،" انتظرو ! الحقائب !! "
" انها حقائبك ! ارفعيها بنفسك " قالت اختي ذلك و هي تسرع نحو الاعلى
(تشه ، و تدعي المرض !) تمتمت بيني و بين نفسي و انا ارفع شفتي و حاجبي بإنكار
وصلت للغرفة و انا الهث ، و ضعت حقائبي و القيت بنفسي على السرير المنفوش و انا اقلب عيني حول الغرفة الوردية الظريفة ، نهضت بعدما استجمعت نفسي و نظرت من النافذة ذات الستائر البيضاء و التي يقابلها المكتب حيث كان المطر قد توقف و رائحة ما بعد المطر الجميلة تتخلل انفي و اضواء الشوارع في المساء بعد غروب الشمس تلقي بنفسها على برك المياه و اسطح المنازل التي تمتد بعيدا حتى الافق ، جلست على كرسي المكتب بينما اعترتي ابتسامة كبيرة نابعة عن الرضى و القيت برأسي على المكتب ، ما كدت افعل حتى سمعت عمتي تنادي للعشاء ثم تطرق الباب ، اقمت ظهري و استدرت لها .
"أأعجبتكي الغرفة عزيزتي ~" قالت عمتي بتعبير حنون على وجهها
" غرفة احلامي !"
" سعيدة لسماع ذلك ، لطالما اردنا انا و زوجي انا نحظى بفتاة "
غمر طيف حزن عينيها لبرهة بينما تمرر يدها بشرود على حقائبي ثم عادت لبهجتها مستطردة" على اي حال ، السيدة بارك ، المستأجرة في الطابق السفلي تدعونا لتناول العشاء في مطعمها ،
هلمي بالنزول "بمجرد ان نزلت كان الجميع في الاسفل ، و كان عمي الاصغر هناك يحادث ابي ، قفزت عليه و احتضنته بينما ربت على شعري مبتسما و وعدني انه سيأخذني في جولة حول سيول قريبا
احتجت ان اغسل يدي فذهبت الى دورة المياة حيث وجدت في الرواق عند عودتي عمتي تتحدث مع امرأة في سنها على الاغلب انها المستأجرة بارك ، و جوارهما فتاة بيضاء ذات شعر اسود متوسط الطول و ملامح جميلة تبدو في العشرينات من عمرها ،
" رباه ! انظروا من ! انها ها جين العزيزة ~! " قالت المرأة ذات الوجه البشوش بنبرة اموية
" اهلا سيدة بارك ، سعيدة برؤيتك "
"يووه لقد كبرتي جدا جيني !~~" قالت الفتاة و هي تبتسم و تقترب مني ، و ماكان مني الا ان اميل برأسي دلالة على جهلي بها و اقطب حاجبي بشكل طفيف
"*شهقة* اووه الا تتذكرينني؟ ~"