لم تكن الايام جيدة هذه الفترة ؛ فدراستي الكثيرة لهذا العام تزعجني ... والحاح صالح باخبار مراد عن وجوده يقلقني ايضا ؛ لا أعلم لماذا أعجبه تحدثي عما يزعجني ؛ فأنا ما زلت لا أثق بمراد ... علي الأقل حتي أري ما يغير رأيي ...
استيقظت لأري صالح جالسا بجانبي علي السرير يحتضن رأسي و يبتسم .. حقا لا أعلم كيف كنت لأستطيع إكمال يومي بدون هذه الابتسامة ...
ابتسمت ...
ملك : صباح الخير
مسح علي شعري قائلا ...
صالح : صباح القمر
نهضت بينما اضحك ...
ملك : كيف قمر في الصباح ؟؟ ... لا يمكن تخيل ذلك حتي
نفي برأسه ثم قال ...
صالح : كيف لا يمكن ... بينما اراه امامي الآن
انزلت رأسي أنظر للأرض بخجل ... وضع يده أسفل ذقني ورفع رأسي لاقابل وجهه ...
صالح : القمر لا يمكن ان ينزل ابدا ... دائما بالاعلي ... اليس كذلك يا ملك ؟؟
لم نزح عينانا عن بعضنا لعدة ثوان حتي سمعت صوت أمي ...
الأم : ملك ... ملك الم تستيقظي بعد ؟!!
تنهدت لأخرج من الغرفة بينما اسمع ضحكاته ... نظرت إلي أمي بابتسامة هادئة
ملك : اجل يا امي لقد استيقظت ... صباح الخير
ابتسمت أمي لترد ...
الأم : صباح النور
أعددنا الفطور لنجلس نحن الخمسة علي المائدة .. صحيح أن أمير لم يأتي بعد ولكن صالح شاركنا الوجبة
كنت أعلم جيدا أن ابي يراقبني و لكن كان صالح يهدأني كلما شعرت بالغضب من كلمات أبي القاسية ... مضت ثلاثة أيام لم أخرج فيها من المنزل و قد انتهت الدروس أيضا ... حسنا هذا يعني انني لن اخرج من المنزل الا نادرا ...
في المساء تجهزت للذهاب للعيادة دون كلمة ... ذهبنا و قد كانت ملامح ابي عادية ... ليست غاضبة او مقتطبة كالسابق ... بمجرد وصولنا خرج من بالداخل و جاء دوري ... دخلت الغرفة و صالح معي ... جلسنا امام بعضنا ...
مراد : كيف حالك اليوم ؟؟
ملك : بخير الحمد لله
اسند مرفقيه علي المكتب وقال بابتسامة ...
مراد : جميل ... حسنا ... عن ماذا تريدين التحدث اليوم ؟؟
ملك بهدوء : اظن انك اخبرتني انك تستطيع ان تعرفني ما هي موهبتي
تغيرت ملامحه قليلا للهدوء ثم قال ...
مراد : ليس بالضبط ... الموهبة هي ما تستطيعين فعله بمهارة دون تعب ... مثل الرسم او التصوير او الكتابة ... هذه هي الموهبة
اومأت برأسي ثم قلت بتردد بسيط ...
ملك : حسنا ... برأيك ما الذي تراني جيدة به ؟؟
رفع حاجبيه باندهاش لثوان ثم قال ...
مراد : الخواطر التي تقولينها ... أهي ارتجال ام قرأتها مسبقا ؟؟
ملك : لا ... ارتجال
ابتسم ليقول ...
مراد : حسنا انت لديك موهبة بالفعل ... التأليف ... ولكن لا بد ان تنميها ... علي الاقل هذا سيساعدك عندما لا تجدين من تتحدثين معه
هززت رأسي دون اهتمام بجملته الأخيرة ؛ فمهما حدث ف صالح لن يتوقف عن الاستماع إلي ...
حمحم مراد ثم قال ...
مراد : حسنا ... احكي لي مثل المرة السابقة
ملك : عن ماذا ؟؟
مراد : أي شيء ... مثلا ... ألديك أصدقاء ؟؟
هززت رأسي بتوتر ...
ملك : لا ليس لدي
دام تحدثنا لأكثر من ساعتين قصصت بها الكثير من الأشياء ... كيف كانت نظرات الفتيات لي بالمدرسة ... كيف كن يتنمرن علي ... حتي بعض اقوالهن التي حفرت في رأسي و لم استطع نسيانها ... دمعت عيناي قليلا عندما تذكرت تلك اللحظات التي تعنف عقلي بذكرها ثانية بعدما قطعت عهدا علي نفسي ألا أتذكرها و أن امحوها من حياتي و كأنها لم تكن و ها أنا الآن اقصها بتلعثم ...
ملك : عندما كنت في الصف الثاني المتوسط ...منذ اربع سنوات بالضبط ... كانت اول عام لي اشارك فيها بالاذاعة المدرسية ... بالطبع بعد الحاح من الفتيات و طلبهم لذلك ؛ كن يقلن ان طريقة القائي جيدة ... قررت ماذا سأقول و وقفت مع فريق الاذاعة و كان ..
وضعت خصلة من شعري خلف اذني لابلل شفتاي بتوتر ...
ملك : وكان هناك الكثير من الناس في المدرسة ؛ يقومون بتصويرنا بينما نتحدث ... و جاء دوري ... أمسكت مكبر الصوت و يداي ترتعشان ... حاولت التنفس بهدوء حتي اتكلم ... و بعد ذلك قلت كل شيء جيدا و دون اي خطأ الا ان صوتي لم يكن واضحا جدا في الكلمتين الأخيرتين لأنني كنت اقولهما بينما اعطي مكبر الصوت للفتاة التي ستتحدث بعدي ... المشرفة علي الاذاعة جاءت .. لن انساها طول حياتي ... لم و لن اسامحها ابدا ... اقتربت و صفعتني امام المدرسة بأكملها و صرخت بوجهي "هل انت غبية ؟؟ لا تستطيعين التحدث لم اشتركت بالاذاعة اذا ؟!!"
نظرت الي مراد الذي كان ينظر لي باهتمام ...
مراد : وماذا فعلت ؟؟
هربت دمعة من عيني لأمسحها قائلة ...
ملك : ماذا سأفعل ... اعطيت مكبر الصوت لمن ستكون بعدي و صعدت صفي مع الفتيات
مراد : أكملت اليوم بشكل عادي ؟؟
ملك : لا طلبت من زميلتي ان تكتب اسمي بالحضور و صعدت للطابق الأخير بالمدرسة كان مهجورا و لا يصعد اليه أحد ... جلست أبكي طوال اليوم الدراسي ... و هبطت عندما تأكدت ان الجميع غادر .. لكن عندما سرت خارجة من المدرسة مسحت دموعي و قررت انني عندما اري تلك المشرفة ثانية يجب ان أرد فعلتها تلك بأي طريقة كانت ... و عدت للمنزل و لم أخبر احدا ... و ذهبت للمدرسة في اليوم التالي و لم اتحدث مع اي منهن حتي بدأت الفتيات تنسي ذلك ... و لكنني لم استطع نسيانه ابدا ... لكن بعد مرور عدة سنوات تخرجت من المدرسة و علمت انني لن استطيع رؤيتها ثانية و لن استطيع فعل اي شيء ... و ان ما حدث قد حدث
نظرت للطاولة بصمت عندما اكتفيت من تذكر ذكرياتي المزعجة لأري صالح يمسك يدي و يبتسم لي يحاول ان يبدد غيمة الحزن التي هبطت علي ...
تنهد مراد ثم قال ...
مراد : اظن ان هذا يكفي لهذا اليوم
هززت رأسي لأوافقه الرأي ...
ملك بضجر : اجل لقد اكتفيت
نهضت و نهض الاثنان ايضا اتجهت مع صالح نحو الباب ليوقفني صوت مراد ...
مراد : ولكن لم تقولي الأهم .. كيف أصبحت الآن ؟؟ هل ترك ذلك الموقف أثرا بداخلك ؟؟
ابتسمت بحزن ثم قلت ...
"تقدمت بيدان ترتعشان و عينين مدمعتين ، حاولت اخراج صوت يدل علي وجودها ... بينما كانت جميع الفتيات ينظرن الي الفتاة الشجاعة الاخري التي تستطيع فعل ذلك و يا للعجب ... كن ينظرن اليها بينما تمسك مكبر الصوت "
ابتسم مراد للمرة الاولي ابتسامة لم افهم معناها ... أكانت حزنا ام طمأنة ؟؟
وضع يداه بجيوبه ...
مراد : سيكون أفضل ان تبدأي بكتابة كل شيء يأتي بعقلك في دفتر ... حتي و ان كان جملة واحدة ... وان اردتي ان تريني اياه بعد ذلك فلا بأس
ابتسمت بامتنان ...
ملك : سأجرب ذلك ... الي اللقاء
فتحت الباب بعدما سمعت رده لنعود الي المنزل بينما أعلم جيدا بداخلي أنني بدأت أري طريقا لكسب ثقة شخص آخر ... و هل يا تري سيكون محلا لتلك الثقة ؟؟ ... سنري ذلك مراد
.........................
مستنية رأيكم في الكومنتس
حبيتو مين أكتر ؟؟ ملك و لا مراد ؟؟
تفتكرو تأثر ملك ب صالح هيفضل كتير و لا لأ ؟؟
أنت تقرأ
ليس إلا خيالا
Romanceعندما تتخيل شيئا للحظة تكون مميزا و لكن ماذا ستكون ان كنت تري الخيال في كل لحظة من حياتك ... يعيش معك بل ويكون هو سبب تقبلك للواقع ؟؟ ولكن اطمئن لن يراه و لن يشعر به غيرك ... لانه ليس إلا خيالا