7

7 1 0
                                    

مراد : ماذا حدث ؟؟
ملك بانفعال و صوت مرتفع : فاشلة عنيدة لا فائدة مني لا أصلح لفعل أي شيء دائما مخطئة
مراد بتعجب : من يقول ذلك ؟!
ملك بصراخ : جميعهم ... جميعهم يقولون ذلك ... يريدون من يلبي مطالبهم فحسب ... و لكن لا يهم من يستمع لكلماتهم القاسية ... دائما أخطأ دائما أنسي ... لا يتحملني أحد ... حسنا جميعهم ملائكة انا الشيطانة الوحيدة ... جميع من في هذه الدنيا صحيح ... هل انا الخاطئة فقط ؟!! لو لم افعل شيئا ونظرت هكذا فقط يسمعوني كلاما و يوبخونني كأنني سأفعل شيئا خاطئا في أي لحظة يكفي ... الجميع في الدنيا ابيض ... انا الأسود فحسب ... جميعهم جيدون أنا السيئة فقط !!!!
مراد بهدوء : غير صحيح
نظرت له ملك باهتمام ...
ملك : ماذا قلت ؟؟
مراد : قلت غير صحيح ... لا يمكن أن يكون شخص جيد مطلقا و الآخر سيء مطلقا
أشاحت بذراعها بغضب ...
ملك : أخبرهم إذا
نهض مراد ليجلس أمام المكتب و يشير لها علي الكرسي المقابل ...
مراد : اهدئي فقط ... اجلسي
لم تهدأ بل ظلت تتحرك ذهابا و إيابا بالغرفة
مراد بهدوء : حسنا ملك ... اهدئي قليلا ... هيا اجلسي أمامي
جلست و لا زالت ملامحها غاضبة ليبتسم بهدوء ثم يقول ...
مراد : اهدئي ... لا تهتمي لأي شيء سمعته الآن ... صفي ذهنك تماما
أغمضت عيناها و تنهدت بقوة ...
مراد : هل هدأت الآن ؟؟
اومأت ليسأل ثانية ...
مراد : هل تخيلتي صالح ثانية ؟؟
اومأت ثانية ليتنهد ثم يقول ...
مراد : متي ؟؟
ملك : بالأمس ... عند وصول أمير
قصصت عليه ما حدث منذ لحظة دخول أمير للمنزل و تجاهله لي حتي اللحظة التي دخلت بها لغرفة مكتبه ...
ملك : اريد الصراخ ... لم لا يفهمون ان كلامهم يزعجني ... يؤذيني و يجرحني ... لماذا لا يرون ملامح وجهي الحزينة حتي ؟!!
مراد : لعلهم لا ينتبهون
ملك : بل ينتبهون و يتجاهلون بارادتهم
مراد : حسنا ... اهدئي ... أيمكن انك تفعلين شيئا يزعجهم ايضا و لذلك لا يهتمون ؟؟
ملك : مراد ... أيمكنك ألا تدافع عنهم ؟؟ ... يكفي انه لا يصدقني و لا يفهمني اي احد ... يكفي انني لم اجرب يوما شعور ان يدافع عني احد ... أيمكنك ان تتوقف عن الدفاع عنهم أنت أيضا ؟!!!
مراد : و من قال لك انني ادافع ؟؟ ... انا فقط اريدك ان تجدي المشكلة ... ان وجدتيها فستحل بسهولة
ملك : المشكلة انني دائما بنظرهم عنيدة و عصبية و كاذبة ... لا ينظرون الي ما أغضبني و لا يهتمون لماذا كذبت ... لا يضعون احتمالا و لو واحدا بالمئة انني قد اكون صادقة ... فقط يستعملون مبدئا واحدا وهو (لا أحد يبالي)
تنهد مراد ثم نظر لها ..
مراد : هل الصراخ سيريحك ؟؟
ملك بسرعة : اجل بالطبع
مراد بجدية : هل انت متأكدة من ذلك ؟؟
نظرت له ملك ثم ادارت وجهها تفكر لتزفر بحنق ....
ملك : لا ... لست متأكدة
مراد : ان كان الصراخ و البكاء سيريحك فلا بأس ولكن ... كم مرة سيريحك ... مرة ... مرتان .. ثم ستعودين الي حالة اسوأ
ملك : انت محق ... اخبرني ماذا افعل
عقد مراد حاجبيه بتعجب ...
مراد : انا ؟!
ملك : اجل انت ... سأفعل ما تراه صحيحا
مراد : و لماذا انا ؟!!
ملك : اعلم ان اي فكرة ستقولها ستكون اقل جنونا من عنادي ؛ فأنا عندما أغضب اكون عنيدة جدا
حك مراد شعره بتفكير ...
مراد : حاولي ان تتحدثي بشكل اقل حتي و ان جلست معهم طوال اليوم
ملك : حسنا ... سأفعل
مراد بتعجب : هل اقتنعتي بهذه السرعة ؟!
اومأت ملك برأسها بابتسامة ... ثم نهضت ...
عقد مراد حاجبيه ثم نظر الي الساعة ... لقد انتهي الوقت ..
مراد : مضي الوقت سريعا اليوم
ملك بابتسامة : اجل
ضحكت بخفة ثم قالت ...
ملك : (ليكن الجميع ابيض سأكون انا الأسود ... طالما كنت سيئة دائما ... لأكن سيئة حقا اذا)
التفتت متجهة الي الباب لتسمع ضحك مراد ...
مراد : لحظة لحظة
التفتت لتنظر له ..
مراد : اهذا يعني انك لن تفعلي ما اتفقنا عليه ؟؟
ملك : من قال ذلك ؟؟ ... سأفعل ... و لكن ان لم أجد مقابلا لتغيري ... سأجعل نفسي كما يدعون حقا ... إلي اللقاء
مراد بضحك : إلي اللقاء
.............................
حسنا ... استطيع القول ان هذا الاسبوع كان سيئا بالنسبة لي ... فعدم التحدث أمر صعب ... خاصة و قد بدأ صالح بالاختفاء كثيرا الآونة الاخيرة ... انتظرت انتهاء الاسبوع بفارغ الصبر كالعادة ... لا اعلم ان كان مراد ينتظر ان آتي أيضا ولكنني آمل ذلك حقا ...
.......................
كانت اجواء العيادة هادئة كالعادة ... استمع طوال اليوم لمشاكل الجميع ... سيدة تعرضت للخيانة من زوجها ... رجل يشعر بالفشل دائما ... فتاة تحب رجلا و لكنه لا يهتم بها ... و عشرات المشاكل الأخري التي أصبحت معتادا علي سماعها ... و مشاكل أخري أريد أن أطرد أصحابها لأن عقلي لا يستوعب كيف لشخص أن يتخلي عن مبادئه و أخلاقه لهذه الدرجة !!
كان الاسبوع يمضي بثقل كبير ... حتي تأتي بدايته ... و تأتي ملك ... كنت أشعر و كأن وقت جلستها يجعلني بشكل ما أرتاح أيضا ... هذه الفتاة التي كانت مشكلتها مشكلة بسيطة ... و لكنها كانت تظلم حياتها ... لأول مرة بحياتي أري أحدا يتمني الوحدة ... مثلي
ذلك الفضول الذي يغلف وجهها ... كنت أظن انها غريبة في البداية و لكن عندما اعتدت علي طريقتها اتضح ان فضولها كان حول طريقتي معها ... انا متأكد من ذلك ... لا أعلم ماذا يحدث معي و لكن ... بالتأكيد هناك شيء غريب يحدث لي
"يوجد من يشبهنا دائما ... بالتأكيد يوجد نسخة تعيسة ثانية تشبهنا"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 27 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ليس إلا خيالا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن