من المؤسفِ ان
اتذكركِ كلما مَرت جنازةٌ أَمامي ..لااعرفُ كيف أُعبر لكِ عن شعوري حينَ رأيتُ
تلك الفتاة تمشي بشارعنا وهي تضربُ نفسها
وتصرخُ " يبووي '" بكل أَسى وحُزن
وعيناها متورمتانِ من البكاءِ وشالها بلكادِ
يغطي نصف شعرها ومَلابسها يملأُها التراب ..
قَد تظنين لوهلةٍ انها مجنونة ولكنَها ليست
كذلك، انها مُجرد فتاة عادية
فقدت والدتها ..
لَم استطع تمالك دموعي حينَ رأيتُها خصيصًا
حين سمعتُ اصوات الصراخ والبُكاء العائِدة
للنساءِ على فقيدتهن ..للاسفِ لم امتلك الشجاعة الكافيّة لفعلِ رُبع ما
فعَلتْه، لم اسِر في الشارع ولَم ارمِ نفسي في
الماء، لم أُمزق ملابسي عليكِ ولم اصرخ ..
بدَل هذا كنتُ اكتفي بالبقاءِ في سريري طوالَ
الوقتِ ورُبما اذرفُ بعض الدموع عليكِ بصمت..اتمَنى ان افعل نصف مافعلتهُ هؤلاء
النساء، هنَّ يُعبرن عن حُزنهن ووجعهِن بصراحةٍ
وبشجاعة .. عكسي انا التي لازالت حقيقةُ
وفاتكِ تجري نحوي ومازلتُ اهربُ منها ..هذهِ الجنازة ذكّرتني بتِلك الايام السوداء التي
حدثت منذُ شهرٍ والتي اظنُ اني اعيّشها كل يومٍ
دونَ ان انتبه ..
حينَ رفعو نعشها ورحلو بهِ بعيدًا عن بيتها ..
تذكرتُ
تِلك اللحظة التي رفعو بها بيتي، واخذوهُ بعيداً
عَن بيتنا .- جَين ..