الأخير؛ برينزميتال و أنا

333 23 21
                                        

 
"لما خرجتي من المشفى؟"
سأل جونقهان كاسراً حاجز الصمت الذي دار لدقائق أثناء تناول الطعام بجو مرتبك.

توقفت عن الأكل تنظر بعيداً وتُجيب:
"فقط..شعرت بالملل، لا أفكر بالعودة على أي حال"

"هل سمح لكِ الطبيب؟"
سأل بعد أن نظر لها بذهول خافت.

"طلبت الإذن فأذن لي..هو أيضاً يائس منّي"
قالت بعدم مُبالاة يظهر في وجهها ملامح جامدة وتتابع تقليب طعامها في طبقها.

وضع الآخر طبقه على الطاولة ليحدق بها بصمت قبل أن يقول بنبرة منزعجة:
"أي طبيب هذا؟..ألم يكن يعتني بك؟"

"ليس الأمر أنه لا يعتني بي، لم تكن حالتي بذاك السوء.."

"وإن يكن تشي يو لما عليكِ الخروج وأنتي لم تُشفي بالكامل؟"
قاطع حديثها المرتبك وهي تتفادى النظر له، لكن إصراره على شفائها يشعرها بالفراغ..

"وهل لا زلت تظن بأني قد أُشفى؟"
نبست بصوت خافت بعد أن نظرت له ليلحظ الفراغ الظاهر في مُقلتيها.

صمت ولم يجد ما يُجيبها به حتى قالت هي:
"تعلم أني لم أبقى في المشفى كُل هذه المدة لغرض أن أُشفى من مرضي جونقهان، أُدرك جيداً أكثر من أي أحد أن لا عِلاج لحالتي.."

نظرت له عميقاً ليحدق بها بمُقلتين واسعتين فيسأل بصوت هادئ:
"وما الذي اختلف الآن؟ لما خرجتِ من المشفى عُقب كل هذه المدة؟"

"بسببك"
نطقت بخفوت تواصل النظر في مُقلتيه المطفئتان لا تجد منه أي شعور كما هو الحال بها.

استمر الصمت لدقائق بين انظارهما البائسة حتى نطق هو بصوت هادئ وأعينه تستقر عليها بضياع:
"لما كان عليكِ أن تكوني بهذا الإحباط
تشي يو؟"

"لستُ مُحبطة، لم أكن آمل شيئاً مُنذ الوهلة الأولى..لم أكن ارجو أن أُشفى أو تتحسن صحتي.."

صمتت لوهلة تحدق في عيني الساكن الذي ينظر لها بأعين رمادية تصف بؤساً وخيبة لحالتها هذه.

ترددت وانزلت أبصارها بينما الآخر تبعها بباصريه ينتظر بقية الحديث المُتراكم في مُقلتيها وتعجز عن النطق به.

عاودت النظر له بمُقلتيها المهتزة ثُم أسترسلت:

"فقط..جذبني ذاك الطبيب بإبتسامته الودودة ولطفه معي، ودون أن أُدرك وددتُ البقاء لرؤيته كُل يوم..

لولا وجودك في هذا المشفى لما بقيت جونقهان..لما بقيت وأنا أُدرك جيداً بأن لا جدوى من البقاء!"

PRINZMETAL||برينزميتال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن