- كل ده فستان! تخنتِ أوي يا رحمة.
رحمة عيونها دمعِت، وأنا حقيقي كنت وصِلت لمرحلة أني مِش طايقة أشوف وش زين، كنت هتكلم بس لقيت.. لقيت قلم نزِل علىٰ وش زين في الشارع، الناس أتلمِت في لحظة وكله وقِف حوالينا، كانت طنط سماح، زعقت بصوت عالي:
- صايع وبتفـ شَل وسكتنا، بس ماشي معَ واحدة شمـ ال وبتغلط في واحدة محترمة؟ لا ده أنتَ زودتها اوي اوي ياسي زين، مشوفش وشك في البيت تاني، البيت؟ لا ده أنا ملمحكش بتعتِب الشارع مش البيت بس، فاهم!مسكِت أيد رحمة وأنا مسكت الأيد التانية وطلعنا، اليوم مكنش لطيف بِالمرة، رحمة كانت بتعيط وطنط كانت بتعيط، تاني يوم كُنا المفروض هننزل سوىٰ أنا ورحمة بس رحمة مقدرِتش، نزلت لوحدي عشان أشتري اللبس، وأنا نازلة لمحت زين قاعد علىٰ السلم وكان نايم، حاوِلت كتير أمنع نفسي مصحيهوش ومشوفهوش بس معرفتش، الحقيقة أني بشوف زين أخويا بس هوَ أجنبي عننا وده الغلط:
- زين!
عيونه كانت مدمعة، كنت واثقة إنه معيط، صحي فرك في عيونه وبَصلي فقعدت علىٰ السلمة اللي تحتيه، سكِت شوية وبعدين أتكلم:
- أنا مش وحش يا نور.
- أنا حبيت رحمة بجد، وعارِف إنها عملت كده عشان متغضبش ربنا واللهِ وكنت بصبَر نفسي، بس كنت محتاجها، ماما مهتمِتش تسأل مالي وفسرِت أن حزني لِفراق رحمة وبس، مفكرتش لوهلة إن حتىٰ حمزة مشي، صاحب عمري وأخويا مِن صغري وأقرب الناس ليا، وعندي مشاكل في الشغل وأتطـ ردت بسبب أني كنت تعبان فمركزتش في حاجة، أنا أكتشفت أني لوحدي تمامًا ومعيش حد في وقت كنت محتاج أي حد فيه، بس حتىٰ أمي مكنتش معايا يا نور.
كنت واثقة إن زين فيه شيء، بس منعت نفسي أني أسأل قبل كده، جايز كان لازم يتكلم:
- مقدَّرة تعبك يا زين واللهِ، ومقدَّرة إنك مش بخير، بس بتختار الطريق الغلط؟
رفع عينه وبَصلي:
- أنتِ عبيطة يا نور ومصدقة أني ماشي معَ البنت دي أو حتىٰ عملت معاها حاجة؟ هوَ أنا غريب عنك!
ضحِك بسُخرية:
- لا ليه، ما أمي نفسها صدقِت عليا كده عادي.
بصيت لُه بعدم فِهم فكمِل:
- كنت عايز أضايق رحمة، بس حصل حاجات متخيلتهاش.
- علىٰ فكرة كنت حاسة إن فيه حاجة غلط.
ضحِك:
- أنتِ كنتِ هتضربيني أصلًا.
سكِتت ثواني وكملت:
- وهتفضل مستني حد فيهم؟ رحمة أنسىٰ دلوقتِ تمامًا، عايزها يا زين كوِّن نفسك وأتقدملها وأنا أول واحدة هبقىٰ معاكم، بس هتفضل مستني حمزة يرجع عشان تقف علىٰ رجلك؟ أكيد لا يا زين، أكيد لا.
ابتسَمت:
- قوم أحكي لطنط الحقيقة، وأنا هخليها تسمعك، صلي وقرب من ربنا، دور علىٰ شغل جديد، أبدأ صح، ولو عايز تبعد عن هنا فترة ابعد، أبدأ صح يا زين.قُلت أخِر جُملة ونزلت، كنت مبسوطة إنه مش وحش، واتبسطت إنه هيفكر في كلامي، زين داخل رابعة، يعني أخر سنة ليه، فسهل جدًا يبدأ شغل كويس من جديد، نزلت أشتريت دريسات وأخمِرة ليا أنا ورحمة، وأشتريت شوكولاتات وحاجات عشان المُكتئبة اللي فوق، وأنا ماشية لمحت بتاع الأيس كريم اللي كُنا بناكل عنده أنا وحمزة، ابتسامة بسيطة أترسمِت علىٰ عيوني، وذكرىٰ رقيقة مرِت علىٰ قلبي، قد أيه هوَ كان جميل! لا لا مينفعش نفكر فيه دلوقتِ يا نور، أنتِ أجمد مِن كده.
YOU ARE READING
رُبما قَدر.
Historia Cortaتنكمِش الذكريات رُغم صلابتِها، ويبقىٰ أثر الحنين مُزعزعًا.