بُوٓسَايْدنٓ

9 3 37
                                    

فوهة المسدس الموضوعة على جبينه لم تحرك من تعابيره ولو بشعرة، لازال يرسم تلك الابتسامة المجنونة على شفتيه رغم نظرة البرود التي يوجهها لخصمه.

كان موقف ماكسويل هادئا تماما عكس كايلان، عيناه المحمرة تقاوم الدموع، يداه ترتجفان حول قبضة المسدس، انفاسه تنافس ضربات قلبه سرعة...

كان موقفه ضعيفا بشكل واضح رغم انه من يحكم السيطرة ويستطيع انهاء الامر بضغطة زر. لكن هذه المرة المسدس موجه لصديق ليس لعدو... صديق بات يعتبره هو العدو

- لما ترتجف كاي؟ هيا اقتلني كما قتلتها.

الكلمات خرجت من فم ماكسويل ببطء، محملة بسمٍ قاتلٍ ورغبةٍ لم يحاول حتى اخفاءها في تعميق جراح صديقه القديم. يدوس على قلبه لتعاوده الذكريات المشوهة والمشاعر المتضاربة.

لكن تلك الابتسامة، تلك النظرة المجنونة على وجه ماكسويل، لم تتغير. وكأن الألم الذي يحسه كايلان لم يكن كافياً لإرضائه. وكأن ماكسويل ينتظر تلك اللحظة... اللحظة التي ينهار فيها كايلان تمامًا، اراده ان يحس بمثل ما احس به.

عندما احتجز نيرو والصهباء رفيقته لم يكن يدري بقرابته بعدوه الحبيب كايلان، لكن الان عندما علم بهويتهما اقتنع ان القدر وقف بصفه واعطاه فرصة للانتقام على طبق من ذهب.

- اتركهم ماكس، ليس لهم ذنب فيما حصل بيننا.

- ولا هي ارتكبت ذنبا! لقد قتلت روحا بريئة دون ذنب!

كايلان شعر بأن الظلام الذي كان يتخلل حياته قد تجسد أمامه في شكل ماكسويل. كان الماضي يطارده، يشده نحو هاوية لا مفر منها. كلما حاول الهروب، كان يجد نفسه أعمق في ظلالها، وحتى الآن، حيث يقف في مواجهة صديقه القديم، أدرك أنه لن يكون هناك مخرج سهل من هذا الكابوس.

- ماكسويل، أرجوك، لا تجعل الأمر أكثر سوداوية مما هو عليه.

صوت كايلان خرج مبحوحًا، مزيج من الخوف والندم. لكنه لم يكن الخوف على حياته، بل على الأرواح البريئة التي كانت تتأرجح على حافة الموت بسببه.

ماكسويل ضاق عيناه، وتحولت ابتسامته المجنونة إلى شيء أكثر ظلامًا.

- سوداوية؟ كايلان، أنت لا تدرك بعد ماذا يعني العيش في الظلام. لقد كنت أسيرًا لذكرياتي، لحظات الألم التي لا تنتهي. لكنك، يا كايلان، أنت من جلب هذا الظلام إلى حياتي. الآن حان الوقت لتذوقه.

كايلان لم يستطع الرد. كان كل ما يسمعه هو دقات قلبه المتسارعة، تتناغم مع صوت ماكسويل البارد. مشاهد ماضية بدأت تغزو عقله، مشاهد لم يستطع نسيانها. اللحظة التي انتهت فيها حياة تلك المرأة بين يديه، الدماء التي كانت تسيل من جسدها، والنظرة الفارغة التي ملأت عينيها وهي تستسلم للموت.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 31 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

جريمة حلوة | Sweet Crimeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن