Infected with Autumn ||مُصاب بالخَريفْ

─ ⊹ ⊱ 9 ⊰ ⊹ ─

‏وأنت منَّي كروحي بل أنت منها أحَبّ
وأنت للعينِ عينٌ وأنت للقلبِ قلب

─── ･ أتحِفيني ･ ───

______
___
__
.

حينما قال ذلك شعرت وكأنه سكب فوقي دلو من الماء المثلج في منتصف شهر ديسمبر ونتيجة لذلك شُلّت حواسي وتجمدَت أطرافي،

إكتسحتني مشاعر الحرج والخجل الشديد
فبما أنه يعلم أنني كنت متواجدة هناك أي أنه على دراية تامة بكوني سمعت جل ما دار من حديث بينه وبين تلك المرأة، أيضًا كوني أصبحت أعلم عما يكن لي من مشاعر والتي يصر عقلي على عدم تصديقها بشتّى الطرق.

لقد قررت بالفعل من قبل أنني سأتعامل معه بإعتيادية كما لو كنت أجهل بالموضوع لكنني لا أستطيع الآن فلقد دمر كل شيء بمصارحته لي عن معرفته للامر ولا أعرف كيف علي أن أتصرف الآن.

سمعت صوت حذاءه يطرق الأرضية مقتربًا من موقعي لكنني لم أتزحزح بمقدار إنش واحد، ظللت على ذات الحال كما لو أنني تحولت إلى تمثال حجري لا حول ولا قوة له بينما هو أكمل حديثه أثناء سيره نحوي قائلاً
"شعرت بوجودك منذ أن لحقتي بي لكنني تجاهلت الأمر وكذَّبت إحساسي،... لكن بالنهاية"
إبتلعت ماء جوفي وشعرت به يبتسم إبتسامته الجانبية التي إعتدتها وأكمل"إتضح لي أنكِ كنتِ بالفعل متواجدة هناك طوال الوقت"

ضرب كفاه ضد بعضهما البعض فجفلت لفعلته عندها هو إستقر واقفًا خلفي واستأنف كلامه الذي يسم بدني
"لأكون صريحًا معكِ ما كنت لأتيقن من ذلك لولا رؤية إنعكاسك على زجاج السيارة التي تواجدت قربكِ"

دنى مني فإقشعر بدني وحبست أنفاسي بسبب قربه الغير مريح بالنسبة لي خاصة بعدما تعمد نثر أنفاسه بالقرب من أذني مهسهسًا
"كان عليكِ الإختباء بشكل أفضل يا صَغيرة"

ابتلعت رمقي وحركت رأسي يسارًا حيثُ يقف فتقابلت أعيننا نتيجه لذلك، لكنني فصلت هذا التواصل البصري والذي دام لجزء من الثانية تقريبًا ثم فتحت الباب وفررت هاربة كفأر صغير كاد يُلتَهم من قِبل هِر ضَخم.

فور خروجي من مكتبه حررت أنفاسي
والذي نتيجه كتمي لها أصبح وجهي أحمر، حركت يدي أمام وجهي كوسيلة للتهوية ثم توجهت إلى قاعة المحاضرات سريعًا.

ظل ذهني مشتت طوال المحاضرة بسبب ما حدث،
لكِن لحسن الحظ قمت بتسجيلها منذ البداية لأنني كنت على يقين تام بكوني لن أستطيع التركيز خاصة وتفكيري جله منحصر حول ما حدث بيني وبين البروفيسور بيون منذ سويعات قليلة،
لازلت حتى لست بقادرة على استيعاب ما حدث حتى الآن ولا أعرف كيف سأقابله مجددًا!