-¹-

247 23 32
                                    


⁦♡⁠‿⁠♡

••

عِشت طوال قرني العِشرين أَتخبَّط بين طيَّات الزَّمن المؤلمة والقدر كَالسِّكين الحافِي يمزق أشلائي حتى أضحيت سيدةً باردة مطموسة المشاعر...

نشئت بين جدران بيت مهترئٍ في سَانْ بَاسْكْوَالْ بروما أستمع لأنين والدتي وجسدها المهدود تحت سوط جلادها حتى رأف الرب لحالها وأخذها عنده

خمدت الأنوار بين حدقتاي وتلاشت برائتي تترك خلفها عاصفة من الجموح والسوء لتعصف بطيبة خاطري ،تلطخ صفائي بزخات السوء وقساوة المصير حتى اضحيت ابنة أبي أشاطره خباثة افعاله ،و مع ذلك لم أتحرر من سطوة شقيقي اللذي أخذ يحيي طراوة جسدي بسيول دمائي كل ليلة وصرخاتي تطرب مسامعه كمعزوفة عذبة تبهج ساديته المتوارثة

تآكلت أجزائي و تدهورت صحتي كما اكتسبت عدة أمراض مزمنة لا تبشر بالخير ،هناك تيقنت أنني سأشاطر والدتي نفس المصير ان لم افعل شيءا اصبح هدفي الوحيد آنذاك الهروب وتأسيس حياة مستقرة بعيدا عن سطوة شياطيني ،فعلتها وحررت قيودي بعد أن بعت قلائد محبوبتي وفررت من طغيان السوادي

درستني الحياة دروسا تجرعت منها أطنان من الألم حتى طُمست أحاسيسي وأضحيت سيدة راكدة مبهمة المصير ،واجهت صعوبة عارمة في التأقلم استغللت براعتي في تنسيق الأصوات وعملت في عدة ملاهي كدي جي أطفوا بأجساد الأغنياء على أوتار موسيقاي العذبة....

مهارتي قادتني للعمل في ملاهي مرموقة الى أن بدأت في رحلة البحث عن زوج غني ينتشلني من دناسة الفقر  ،قذفت صنارتي واصطدت عجوزا نفوذه أوسم منه ،لم أبالي لتجاعيده المقرفة او صوته الثخين ومع ذلك كان عجوزا جذابا أنيق الملبس ،كان يعشقني وذلك واضح من هذيانه باسمي حتى وهو طريح الفراش يلفظ آخر أنفاسه....

ڤِيتــو بْـرِلْـسْـكَــانِـي ،العجوز الرومانسي ومن أشهر أصحاب النفوذ في روما ،كان رجلا دراميا شديد التبسم ويهوى التغزل وكتابة الأشعار ،يناديني دوما بإبنة قلبي....أعترف لو كان شابا يقربني وصادفني بنسختي القديمة كنت سأقع في غرام روحه المرحة من أول خطاب....لكن الأن....المكر أصبح بيدق رقعتي وهو ما خول لي الدلوف لعالم الترف وتربع عرش الثراء...

عانقت كفي يده الواهنة أمسح عليها بخفة وخاتم ألماسه يطوق اصبعي بتملك تافه ،سمعت خطوات ابنته تنسحب بحزن من الغرفة وصوت بكائها السخيف أزعج مسمعي ،أعترف أن ڤيتو بارع في دوره الأبوي

لَطَالَما تَمَنَّيْتُ لَوْ كَانَ وَالِدِي بَدَلَ زَوْجًا لِي....

" ستضلين ابنة قلبي وشمعة قصري حتى في غيابي "
عافرت تعابيري كي لا أقلب عيناي بملل ،لا تعلم انني انتظر وفاتك بفارغ الصبر وسأقطع تذكرتي صباح جنازتك أيها العجوز الخرف كفاي الأربع سنين اللذي قضيتها في مراقصتك على معازيف فريدريك المملة وأنا أتظاهر بشدة حبي لعطرك الثقيل...

Legacy Will / وَصِيَّةُ مِيرَاثْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن