-²-

171 15 6
                                    

⁦♡⁠‿⁠♡

••
••

" تبحثين عن هذه......؟"
صوته الرصين انساب بين اذناي بنبرته الوديعة و
كأنني لست السارقة مكشوفة النوايا أمامه ،كرهي لهذا الرجل يتفاقم يوما بعد يوم ،بالنظر لشكله يبدوا بعيد الشبه عن ڤيتو فخمنت انه اكتسب حسن والدته ،كنت أظنه مدللٌ قزمُ التفكير لكنه خَالف توقعاتي بفتنته الصارخة ،طوله الفاغر ومنكبيه الواسعين بالإضافة لشعره الفحمي ،يليق بدور عدوي.....!

على عكس الآخرين لم ابالي لإلقاء حتى نظرة صغيرة لصورته على هاتفي رغم سيرته الشائعة وهذا يشرح عدم اهتمامي ،احقاق الحق لم اكن اكترث للنظرة التي سيرمقني بها بعد لقائنا الأول لأن نواياي مكشوفة امام العالم ككل وليس أمامه فقط ، اشعر بالإرتياح لأنني لست مجبورة على ارتداء ثوب اللطافة والتظاهر بحسن الغايات ،استطيع التجرد من كل أقنعتي والتصرف بطبيعتي...

" لا أنصحك بالعبث معـي....."
تمتمت بنبرة خفيضة تلائم سكون الأجواء وهدوء الواقف امامي ،انشغلت في نزع قفازاتي بروية وسط خطواته الهادئة يلف حول المكتب يتلمس التماثيل الإغريقية بإهتمام غريب

" مـا مقدار سوء توقعاتك عني التي دفعتك للخروج حافية القَدمان تبَحثين عَن ورقة سَخيفة "
نبرته الرخيمة تدهشني ،لست ابالغ لكن لكنته
الايطالية تتميز بهدوء عجيب و استثنائي ،لكن مماطلته في الحديث تستفزني...

" للحد اللذي يجعلني أرغب في حظور جنازتك
قريبا "
كان تهديدا مبطن وأسعدتني فكرة عدم حاجتي للتبرير أمام فطنته ،طيف بسمة هادئة عانقت ثغره وبأنامله الخشنة رفع سيجارته يستنشق سمومها يجبرني على قلب وجهي اسعل بسخط...

" احببت صراحتك "
فتح النافذة الزجاجية يقذف خلفها سيجارته المشتعلة ثم التف نحوي مجددا ،الحرقة المتكونة في صدري تعرقلني عن الحديث لذا خرج صوتي متقطعا في البداية

" دعنا نتخطى هراء الرسميات ،لن اصيغ لك غايتي في حديث مرموق يغريك للتغاضي ،رجل بثروتك لا يحتاج  ورقة سخيفة تتهافت عليها اسرة من الأفاعي صدقني لا أنصحك بخوض حروب الورثة "
استندت على حاشية المكتب وسط تحديقاته الثاقبة فتحه للنافذة ساعدني على التقاط انفاسي مجددا وللتو لاحظت انه تخلى عن تدخينه من اجلي...

" سأكون صريحا "
حمل كأس نبيذه من جانبي فأدركت انه كان هنا منذ البداية

" لو أتيتني بطلب كهذا مسبقا لم أكن لأرفضه ،لكن حاليا سأكتفي بالرفض لأسباب مبهمة ،سجليها عندك ربما في المرة القادمة مادامت مقابلاتنا مستمرة "
الغضب العارم اللذي اكتزنه في صدري رُسم على ملامحي بوضوح يشرح نفوري الشديد ،عبثية حديثه شفافة امام رخامة صوته وجدية ملامحه ،وثباته هذا اكثر ما يستفزني...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 17 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Legacy Will / وَصِيَّةُ مِيرَاثْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن