مر الوقت سريعًا. تحولت أيام الصيف الدافئة تدريجيًا إلى أيام باردة. وبعد مرور بعض الوقت، ظهرت براعم صغيرة على الأشجار، ثم ازدهرت في النهاية لتتحول إلى أزهار خلابة بألوان وأحجام مختلفة. إذا علمتنا الحياة شيئًا واحدًا، فهو أن كل الأشياء الجيدة لها نهاية. ومع اقتراب الخريف، فقدت كل تلك الزهور الجميلة لونها ببطء وسرعان ما بدأت تذبُل.
تكررت هذه المشاهد أربع مرات منذ خيانة دازاي للمافيا.
انتشرت شائعات في المافيا حول كيف أخفى دازاي ماضيه وبدء حياة جديدة. لقد بدأ بصفحة جديدة ونظيفة. بصراحة، كان تشويا سعيدًا برحيل ذلك اللقيط، لأن ذلك جعله يصبح أقوى. لم يعد يعتمد على ذكاء دازاي أثناء المعارك. كان بمفرده تمامًا وخلال عام واحد فقط، صنع لنفسه أسمًا - ليس فقط في المافيا، بل في العالم السفلي القذر بالكامل.
لا يزال تشويا يحمل الكثير من المشاعر المكبوتة بداخله، لذلك كان يستغل المهام كفرصة لتفريغ غضبه. أصبح مدفعًا غير مقيد في ساحة المعركة وخصمًا مخيفًا ليس له منافس يعادل قوته. على الرغم من أنه لم يستخدم الفساد أبدًا، إلا أنه لا يزال لديه قوة تعادل حوالي عشرة آلاف جندي.
اعتقد تشويا أنه من خلال تعزيز قوته، سيكون قادرًا على ملء الفراغ في قلبه، لكن هذا لم ينجح. لقد خاف منه زملاؤه أكثر وابتعدوا عنه. كان يعلم هذا، لأنه سمع مجموعة منهم يتحدثون خلف ظهره في أحد حانات المافيا.
_ _ _
"أوه، ألا تعتقد أن ناكاهارا-سان أصبح يبدو أكثر... وحشية مؤخرًا؟" همس أحد الأعضاء للطاولة المليئة بالأتباع الآخرين.
"نعم، هذا يجعلني أبدأ بتصديق تلك الشائعة التي كانت تدور حوله" أجاب آخر بهدوء.
بدا الرجل الأول مرتبكًا، لكنه فضولي في نفس الوقت. "أي شائعة؟"
ألقى الرجل نظرة سريعة حولهم قبل أن يجيب، "كما تعلمون، الشائعة حول أن ناكاهارا-سان ليس بشريًا. من الواضح أنه مجرد وعاء للوحش الذي يسكن بداخله".
"إيه؟ هذا مستحيل".
"هذا صحيح! ألم تره في ساحة المعركة بالأمس؟ لقد جُن جنونه! بدا وكأنه وحش حقيقي هناك".
لم يكن هؤلاء الرجال الجهلة يعرفون أن الذي يتحدثون عنه جالس على الطاولة خلفهم مباشرةً. لم يثير تشويا أي ضجة. فقط صر على أسنانه وشد على قبضتيه قبل أن ينهض ويغادر البار بصمت. لو بقي لخمس دقائق أخرى، لكان قد سمع شيئًا يريحه.
"يا رجل، إنه رائع للغاية. أتمنى لو كان بإمكاني أن أجعله يدربني. سواء كان إنسانًا أم لا، فإن ناكاهارا-سان لا يزال أكثر عقلانية وانسانية من الأعضاء الآخرين هنا"
