(ما هو قادم)-2

5 1 0
                                    


~~~~~

تقدمت ليلى بخطوات ثابتة نحو المجموعة التي اقتحمت المكان، بينما كان قلبها ينبض بشدة. "إذا كنتم تعتقدون أنكم تستطيعون إسكاتنا، فأنتم مخطئون. نحن هنا لنروي قصصنا، ولن نسمح لكم بتدمير إرثنا."

أحد الرجال في المجموعة، والذي بدا كزعيمهم، تقدم نحوها. "أنتِ لا تعرفين ما الذي تتحدثين عنه. هذه القصائد ليست مجرد كلمات، بل هي تهديد لنا. يجب أن تُمحى."

لكن ليلى لم تتراجع. "إذا كانت كلماتنا تهديدًا لكم، فهذا يعني أننا على الطريق الصحيح. لن نتوقف، مهما حدث."

في تلك اللحظة، تدخل رامي وعزيز. "نحن هنا لحماية هذا الإرث، ولن نسمح لكم بالاقتراب من ليلى أو أي شخص آخر."

تبادل الطرفان نظرات التحدي، لكن ليلى شعرت بقوة أصدقائها من حولها. كانت تعرف أن لديهم شيئًا قويًا يدعمهم، وهو الإيمان بقضيتهم.

فجأة، اندلعت مشادة. لكن بدلاً من العنف، استخدمت ليلى كلماتها كدرع. بدأت في قراءة إحدى قصائد جدها بصوت عالٍ، وكانت الكلمات تتردد في الهواء كأنها تعويذة سحرية.

"كلماتك لن تحميك!" صرخ أحدهم، لكن ليلى استمرت في القراءة. ومع كل كلمة، كانت تشعر بقوة الشعر تتزايد، وكأنها تستدعي روح جدها.

وفي لحظة غير متوقعة، بدأ الحضور في الانضمام إليها، يرددون الكلمات. أصبح الصوت جماعيًا، وكأنهم جميعًا يتشاركون في نفس الرسالة. "نحن هنا، لن نتراجع!"

تراجعت المجموعة المقتحمة، غير قادرة على مواجهة قوة الإيمان والشجاعة التي اجتاحت المكان. أدركوا أنهم لم يكونوا فقط أمام مجموعة من الشعراء، بل أمام حركة قوية لا يمكن إيقافها.

عندما انتهت ليلى من القراءة، وقفت أمام الحضور، عيونها تتلألأ بالعزيمة. "هذه ليست مجرد قصائد، بل هي حياتنا. نحن هنا لنحمي كل ما هو جميل وصادق."

بعد تلك الليلة، بدأت الأحداث تتغير. انطلقت حركة ليلى في المدينة، وبدأ الناس يتحدثون عن إرث جدها. انتشرت قصائده في كل مكان، وأصبح صوت ليلى رمزًا للأمل والمقاومة.

لكن، بينما كانت الأمور تسير بشكل جيد، لم يكن الخطر قد انتهى بعد. كانت المجموعة التي حاولت إسكاتهم لا تزال تتربص في الظلال، تبحث عن فرصة للانتقام.

في أحد الأيام، تلقت ليلى رسالة غامضة أخرى، تحذرها من أن العدو لن يستسلم. لكن هذه المرة، لم تشعر بالخوف. بل كانت مصممة على مواجهة ما يأتي.

اجتمعت مع رامي وعزيز، وقررت أن الوقت قد حان للكشف عن الحقيقة كاملة. "علينا أن نبحث عن كل المعلومات الممكنة عن هذه المجموعة. إذا كنا سنواجههم، نحتاج إلى أن نكون مستعدين."

بدأوا في جمع الأدلة والشهادات من الأشخاص الذين تعرضوا لهجمات مشابهة. ومع كل خطوة، كانت ليلى تشعر بقوة أكبر، وكأنها تحمل إرث جدها معها.

أصداء الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن