(البحث في الماضي )-1

7 1 0
                                    

---

في مدينة صغيرة محاطة بالجبال، عاشت هناك  فتاة تُدعى ليلى. كانت ليلى في العشرين من عمرها، تحمل أحلامًا كبيرة، لكنها كانت تشعر دائمًا بعبء ماضي عائلتها. عاشت مع والدتها، التي كانت تحكي لها قصصًا عن جدها الذي كان شاعرًا معروفًا، لكنه اختفى في ظروف غامضة قبل سنوات.

في أحد الأيام، بينما كانت تتجول في السوق، وجدت ليلى كتابًا قديمًا في دكان صغير. كان الكتاب يحمل عنوان "أصداء الماضي"، وعندما فتحته، اكتشفت أنه يحتوي على قصائد جدها. كل كلمة كانت تحمل مشاعر قوية، وكأنها تروي قصة حياته.

بدأت ليلى في البحث عن المزيد من المعلومات حول جدها. كلما تعمقت في القصائد، بدأت تكشف أسرار عائلتها. أدركت أن جدها لم يكن مجرد شاعر، بل كان يحمل رسالة قوية عن الحب والفقدان والمقاومة.

مع مرور الوقت، قررت ليلى أن تكتب قصتها الخاصة، مستلهمة من قصائد جدها. بدأت في تنظيم أمسيات شعرية في المدينة، حيث كانت تدعو الناس لمشاركة قصائدهم وتجاربهم. ومع كل أمسية، كانت تشعر بأن عبء الماضي يخف شيئًا فشيئًا.

لكن الأحداث لم تكن سهلة. بدأت تلقي نظرة على الأشخاص الذين كانوا حولها، واكتشفت أن لكل واحد منهم قصة مؤلمة أيضًا. ومع ذلك، كانت ليلى تؤمن بأن الكلمات يمكن أن تخلق جسرًا بين القلوب وتساعد على الشفاء.

وفي ليلة من الليالي، بينما كانت تتحدث إلى جمهورها، تلقت رسالة غامضة من شخص يدعي أنه يعرف سر جدها. هل ستكتشف ليلى الحقيقة؟ وما الذي سيحدث عندما تواجه ماضي عائلتها؟

---

تسارعت نبضات قلب ليلى عندما قرأت الرسالة. كانت مكتوبة بخط جميل، واحتوت على كلمات غامضة تشير إلى مكان قديم يعرفه جدها. "إذا كنت ترغبين في معرفة الحقيقة، اذهبي إلى الجسر القديم عند الفجر."

في تلك الليلة، لم تستطع ليلى النوم. كانت الأفكار تتدافع في ذهنها، والخوف والفضول يتصارعان بداخلها. ماذا يمكن أن تعرفه هذه الشخصية الغامضة عن جدها؟ ولماذا اختارها هي بالذات؟

عندما أشرقت الشمس، ارتدت ليلى ملابسها وخرجت متوجهة إلى الجسر. كان الجسر قديمًا ومتهالكًا، محاطًا بالأشجار الكثيفة. كلما اقتربت، شعرت وكأن الزمن قد توقف. كانت هناك شخصية واقفة عند حافة الجسر، وجهها مغطى بظل قبعة.

"أنتِ ليلى، أليس كذلك؟" قال الشخص بصوت هادئ.

"نعم، من أنت؟" سألت ليلى، محاطة بالتوتر.

"أنا سامي، صديق جدك. لقد كنت أبحث عنك منذ فترة طويلة. هناك أشياء تحتاجين لمعرفتها."

بدأ سامي بسرد قصة جدها، كيف كان شاعرًا عظيمًا، لكن حياته كانت مليئة بالخيبات. أخبرها عن الحب الذي فقده، وعن الضغوط التي دفعته للاختفاء. كانت الكلمات تتدفق كالنهر، وكأنها تعيد ليلى إلى زمن بعيد.

أصداء الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن